شقيق بينوكيو
بكلّ فجاجة يقول باسيل “لوحدنا”.. وحده يبيع الوعود والأوهام والبطولات الفارغة.. وحده يقايض السيادة الوطنية بكرسي.
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
لو عاش الكاتب الإيطالي كارلو كولودي في هذا القرن، وليس في أواخر القرن التاسع عشر، لابتكر أخاً غير شقيق لبطله “بينوكيو”، يملك ملامح حكواتي العصر الحديث جبران جرجي باسيل وخصاله غير الحميدة. وسيجد كولودي من يترجم له هذا القول الاستهلالي لمجلدات جبرانيتو: “يأخذ الصهر أخاه بينوكيو إلى سدّ القرعون ويعيده عطشان”، ويزيح والتر الياس ديزني التراب المُهال على قبره في كاليفورنيا ليستأنف حياته، بعدما شبع موتاً، كي ينتج فيلما كرتونياً عن “العوني السئيل”. وثقل الدم صفة وليست تهمة تستوجب مطاردة قانونية.
في مونولوغ جبرانيتو الأخير شلال من المواقف الشيقة والشبقة، بلا مستحى، والمبهجة للنفس البشرية. وما استوقفني في شقيق بينوكيو قوله “لوحدنا عنّا ورقة أولويات رئاسية، ورؤيا كاملة (يقصد رؤية) لتطوير النظام، وعنا مشروع إقتصادي ومالي، وخطة طاقة ونفط ومياه وسدود وخطط قطاعية متعددة” ترضي كافة الأذواق وتلبي حاجات ست البيت.
استفق: الخطط بالكيلو. المشاريع بالأطنان. الأولويات على قفا مين يشيل.
في أيلول الماضي زار وفد من نواب التغيير، بينهم سينتيا زرازير، سراي ميرنا الشالوحي، وسلّم رئيس التيار الوطني الحر وكوكبة من نوابه أطروحة أولويات وليس مجرد ورقة. ومع انتهاء الولاية العونية الجدباء، قدمت المرشحتان ترايسي شمعون، ومي الريحاني والمرشح زياد حايك، رؤاهم في مطويات مفيدة وعملية وواضحة.
المرشح الدكتور عصام خليفة لديه بدل الأوراق ملفات.
المرشح الرئاسي النائب ميشال معوض لديه أولويات رئاسية إصلاحية وسيادية ولديه مشاريع اقتصادية وخبرة طويلة وعريضة في الإنماء.
المرشح سليمان فرنجية عنده ورقة أولويات ومشاريع وورقة بأسماء النواب الذين أصبحوا في “جيبة الحزب”.
ويقول باسيل بكل فجاجة “لوحدنا”. وواقع الحال، وحده يستغبي العقول ويكذب بسلاسة.
وحده يقفز فوق مسارات الفشل والتعطيل.
وحده يبيع الوعود والأوهام والبطولات الفارغة.
وحده يقايض السيادة الوطنية بكرسي.
وحده يستنهض الغرائز الميثاقية كلما ضاقت به السبل ولم يجد أمامه سوى حائط مؤلف من نجيب عزمي ميقاتي ونبيه مصطفى برّي.
وحده، إن تحدث في البترون استطالَ أنفه ليلامس تخوم أنفه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |