هنا لبنان "قيصر" لا يمنع المساعدات الإنسانية

أخبار بارزة, خاص 7 شباط, 2023

مراجعة قانون قيصر تُظهر أنّه لا يمنع الأعمال الإنسانية في سوريا، ولكن هل سيكون مسموحاً مثلاً لطواقم الإنقاذ والمساعدات الإنسانية التي تصل إلى مناطق سيطرة النظام أن تنتقل إلى أماكن سيطرة المعارضة وأن توزع المساعدات هناك أيضاً؟

كتبت إليونور إسطفان لـ “هنا لبنان”:

على وقع الكارثة التي أصابت سوريا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب عدداً من مناطقها ولا سيما في الشمال السوري، تصاعدت أصوات في لبنان تدعو إلى مساعدة السوريين في أعمال الإغاثة والإنقاذ محمّلةً مسؤولية أي تقصير لقانون عقوبات “قيصر” المفروضة على النظام السوري والمتعاملين معه.

إنّ مراجعة قانون قيصر تُظهر أنّه لا يمنع الأعمال الإنسانية في سوريا فهو يقول إنّه يحق للرئيس الأميركي ألّا يفرض عقوبات ضدّ أيّ منظمة إنسانية معترف بها دولياً تقوم بـ:

– الانخراط في معاملة مالية تتصل بالعون الإنساني أو لأغراض إنسانية.

– نقل بضائع أو خدمات ضرورية لتنفيذ عمليات متصلة بالعون الإنساني.

– اتصال عرضي خلال تقديم العون الإنساني أو المساعدة لأغراض إنسانية مع أفراد يخضعون لسيطرة شخص أجنبي خاضع للعقوبات.

بموجب هذا النص تستطيع الدول والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية أن تعمل في سوريا من دون أي خوف أو ضوابط، ولكن الأهم أن يكون المجال مفتوحاً لطواقم الإنقاذ والمساعدة أن تتنقّل بحرية بين المناطق المنكوبة، فهذه المناطق بعضها يقع تحت سيطرة النظام والبعض الآخر تحت سيطرة المعارضة، فهل سيكون مسموحاً مثلاً لطواقم الإنقاذ والمساعدات الإنسانية التي تصل إلى مناطق سيطرة النظام أن تنتقل إلى أماكن سيطرة المعارضة وأن توزّع المساعدات هناك أيضاً؟

المناطق المنكوبة التي تسيطر عليها المعارضة لا يمكن لطواقم الإنقاذ والمساعدات أن تصل إليها إلا عبر الأراضي التركية الجنوبية وهي أراض منكوبة أيضاً وتحتاج للمزيد من فرق الإنقاذ والمساعدات قبل أن تعبر إلى شمال سوريا، علماً أنّ عمليات الإنقاذ في تلك المناطق السورية يقوم بها بشكل رئيسي من يُعرفون بـ white helmet إضافة إلى عناصر المليشيات الموجودة هناك.

إن مساعدة المواطنين السوريين المنكوبين بالزلزال هي واجب يجب أن يتخطى كل الاعتبارات الأمنية والسياسية، فإنقاذ الأرواح العالقة تحت الأنقاض هو واجب مقدّس لا يحتمل أي استغلال في السياسة والرقص على جثث الضحايا ودمائهم.