نسب انتحار الرجال في لبنان تتخطى النساء بكثير.. إليكم الأسباب والحلول


أخبار بارزة, خاص 1 آذار, 2023

تفكّر النساء بالانتحار أكثر من الرجال ويقمن بمحاولات انتحار أكثر، إلا أن الرجال ينجحون في محاولة الانتحار أكثر، لأنهم أكثر جدية ووضعهم غالباً أكثر حرجاً.


كتبت يارا الهندي لـ “هنا لبنان”:

في مجتمعنا الشرقي ننظر دوماً للرجل على أنه الأقوى جسدياً، وعليه أن يسيطر على مشاعره وأحاسيسه.
هذه الصورة النمطية دفعت عددًا كبيرًا من الرجال إلى إخفاء لحظات ضعفهم، ومنعتهم من التكلم والبوح بمشاعرهم غير متقبلين فكرة اللجوء إلى أي مساعدة.

وفي هذا السياق، تؤكد الدراسات الأخيرة، أن معدّل الانتحار لدى الرجال أعلى بثلاث مراتٍ منه لدى النساء في لبنان.
فيما أكّد طبيب الأمراض النفسية في مستشفى أوتيل ديو اللبنانية د. رامي بو خليل في حديث لـ “هنا لبنان” أنّ معدل الانتحار هذا لا يشمل اللبنانيين فقط، وفق ما تؤكّد منظمة الصحة العالمية.
ويشير د. بو خليل إلى أن النساء يفكّرن بالانتحار أكثر من الرجال ويقمن بمحاولات انتحار أكثر، إلا أن الرجال ينجحون في محاولة الانتحار أكثر، لأنهم أكثر جدية في هذا الموضوع، ووضعهم أكثر حرجاً.

أسباب ارتفاع معدل انتحار الرجال على النساء
أَمّا الأسباب، وفق د. بو خليل فمتعددة وأبرزها:
-الأوضاع الاقتصادية فالرجل يتأثر أكثر بالوضع الاقتصادي، والمشاكل المادية من بطالة وديون، لأنه يشعر أنه معني بها بشكل مباشر.
-الستيغما أو وصمة العار والتي تطال الرجال أكثر من النساء. فإذا كان الرجل يعاني من الاكتئاب أو الفصام فإنه سيشعر بصعوبة كبيرة في إيجاد فرص عمل، إنما المرأة فلا مانع لديها من المكوث في المنزل ولا يشكل هذا الأمر عائقًا أمامها.
-العزلة الاجتماعية إذ أنّه لدى وجود أي اضطراب عقلي نجد الرجل يميل إلى العزلة أكثر من المرأة. والعزلة هي عيش المواطن بمفرده وانقطاع التواصل مع الآخرين ما يعزز فرضية الانتحار.
-الإدمان سواء تعاطي أي نوع من المخدرات أو الكحول، وهذه الأمور أكثر رواجاً لدى الرجال من النساء، وتسهل هذه المواد ارتكاب أعمال عدائية وتمهد الطريق للانتحار إذ لا يعود الفرد قادرًا على ضبط نفسه.
-الوصول إلى الوسائل القاتلة أسهل للرجل، فالمرأة لدى إقدامها على الانتحار تفكر بالحبوب أو الققز من النافذة، أو تمزيق العروق، وهذه المحاولات قد تفشل في كثير من الأحيان ولا تؤدي إلى الموت الفوري وبالتالي لا تنجح عملية الانتحار. إلا أن الرجل يحاول الانتحار عن طريق إطلاق الرصاص أو شنق نفسه وهذه الأساليب تتطلب مستلزمات أكثر عنفاً مثل المسدس والحبل.

ماذا عن الحلول؟
أما الحلول فلا تشمل الرجال فقط، بحسب د. بو خليل، إنما الوقاية والتوعية من أفكار الانتحار واجبة للكل ولدى الجنسين.
ويرى د. بو خليل أنّ حملات التوعية ضرورية، بالإضافة إلى التواصل مع المعنيين على الخط الساخن، للتخفيف من وطأة الأزمة من خلال شبكات توجيه إلى مستشفيات أو عيادات طبية.
وإذا كان الشخص جدياً في مسعاه، فمن المفضل أن يبقى لمدة ٢٤ ساعة في المستشفى للتخلص من هذه الأفكار، كون الانتحار والتفكير به هو أزمة بحسب د. بو خليل، من الممكن أن تمر وليس قرارًا واضحًا ونهائيًا يتخذه الشخص، إنما قد تكون فكرة تراود البعض بشكل متكرر، وللتخلص منها يجب تناول الدواء، أو التوجه إلى المستشفى أو استشارة متخصين.
ويلفت د. بو خليل، إلى أن الحلول تكون عبر تهيئة البنية التحتية لهذه المسيرة التي يعاني منها أي لبناني. واليوم هناك عدد من الجمعيات التي تعمل في هذا الحقل ومنها Embrace إلا أن المشكلة ليست فقط بوجود جمعيات إنما هي تتطلب خطة شاملة على صعيد وطني.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us