الحوار والرئيس والغاز
الدعوة إلى الحوار تأتي على خلفية استخدام كرة الانهيار المتدحرجة من أجل دفع اللبنانيين لاعتبار الحوار مع الثنائي خشبة الخلاص الوحيدة ولو أتت بنتائج لن تبدل في الواقع الراهن.
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
من وقت إلى آخر تستعيد بعض القوى السياسية من هنا ومن هناك الدعوة إلى الحوار في شأن رئاسة الجمهورية، وأصبح واضحاً أن تكرار هذه الدعوة هو لأمرين:
الأول أن الثنائي الشيعي يريد حتى الآن فرض مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بالترغيب.
الثاني أن بعض القوى ترغب في هذا الحوار كي تتخذ منه ذريعة لتبديل موقفها من الاستحقاق الرئاسي وتأييد مرشح الثنائي بعدما عارضته.
إن الواضح من كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري أن دعوته للحوار هي فقط من أجل تكريس التوافق على مرشح الثنائي، وهذا التوافق هو وحده الذي يفتح الطريق أمام انعقاد جلسة لتعيين رئيس للجمهورية، حتى أنّ البعض ذهب إلى حد القول بأنه لو توافقت قوى سياسية على مرشح استطاع جمع ثلثي مجلس النواب وتأمين وصوله إلى كرسي بعبدا فإن الرئيس بري لن يدعو إلى جلسة لانتخاب رئيس إن كان المرشح المتوافق عليه معارضاً لحزب الله.
إن الحوار المزعوم هو مفيد فقط لثنائي أمل حزب الله إذ أنه يسرع في الوصول إلى الخلاصة التي يرغبون بها، علماً أن دفعهما باتجاه هذا الحوار لا يتم من خلال محاولات إقناع مبنية على رغبة فعلية في إنقاذ البلد فربما لو حصل ذلك على هذا الأساس لاستطاعوا إقناع مترددين أو معارضين لفرنجية، بل إنّ الدعوة تأتي على خلفية استخدام كرة الانهيار المتدحرجة من أجل دفع اللبنانيين لاعتبار الحوار مع الثنائي خشبة الخلاص الوحيدة ولو أتت بنتائج لن تبدل في الواقع الراهن.
رفض الثنائي التبديل في هذا الواقع مع فرنجية أو مع غيره وأبرز ما فيه استمرار وضع اليد على البلاد والعباد، يأتي في الوقت الذي يقترب فيه لبنان ربما من أول استكشاف تجاري للغاز والنفط، وأي تبديل في الواقع السياسي الراهن يفترض أن يضع هذا الاستكشاف ونتائجه في خدمة اللبنانيين جميعاً ولكن يبدو أن البعض يريد عكس ذلك، فيريده في خدمة فئات ومذاهب ولن يحصل ذلك إلا في ظل الفوضى برئيس أو من دونه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |