بولا يعقوبيان.. “النائب التي تميل كلمّا مالت الريح”!
كتب ميشال توما في Ici Beyrouth:
عندما تتلوّن المفاهيم بشكل نافر وتتشابك مع الشعبوية والغوغائية، فهذا يعني أنّ الشخص الحامل لهذه الصفات ليس إلّا شخصية متقلبة كالريح.
في الحياة العامة، يعدّ نموذج هؤلاء الأشخاص غير مقبول، فكيف بنا بالذين ينتهجون هذا السلوك، كسلوك سياسي؟! وهذا ما ينطبق للأسف على النائب بولا يعقوبيان!
تتفنّن نائب بيروت في لعب دور “دون كيشوت”، وتوزّع الاتهامات الواهية في كل حدب وصوب، منصّبة نفسها واعظة، ومانحة لشخصها حقّ إطلاق الأحكام الغريبة.
غير أنّ هذا النهج لا يخدع أحداً، فيعقوبيان مشكوك في مصداقيتها، ونقصد هنا المصداقية التي تمثّل المعيار الأساسي للفصل بين الغثّ والسمين في ما يتعلّق بأفعال وأقوال السياسيين، وضمن هذا المعيار، تدفع الحقائق إلى التمعّن أكثر في سلوك هذه النائب.
وفي تفنيد لهذه الحقائق، نسترجع مقابلة شاركت فيها يعقوبيان مؤخراً عبر إحدى القنوات التلفزيونية، وفي سياق الحوار انتقدت حزب الله الذي بات – وفق تعبيرها – يحمي الفريق الذي يمسك بزمام السلطة، كما يحمي المافيا التي تعيث في البلد فساداً.
هذا الموقف اللاذع ضد الحزب، لم يمنع النائب من التفاخر والتعبير عن “تشرّفها” بحلولها ضيفة شرف في حفل تابع للحزب نفسه، كان قد أقيم في بلدة البازورية أي مسقط رأس أمينه العام حسن نصرالله.
في السياق نفسه، لم تتوانَ يعقوبيان عن توجيه التحية لنواف الموسوي، الذي كان آنذاك نائباً للحزب في المنطقة.
هذه المواقف تدفع للتساؤل حول التناقض عند يعقوبيان التي تتفاخر بحلولها ضيفة شرف في حفل يرعاه من وصفته بحامي مافيا الفساد، والتأكيد على التشرّف بهذا الحضور وسط تصفيق حارّ من جمهور الحزب، الذي أعجب بجوابها عندما سألت عن سبب عدم دعوتها للمشاركة في حفل أقيم في بيروت بحضور وزير الخارجية الأميركية السابق، مايك بومبيو.
هي نفسها يعقوبيان، التي طالبت اللبنانيين في لقاء تلفزيوني آخر، بعدم الخضوع لأيّ إرادة أجنبية أو عربية، ومع أنّ هذا الموقف في ظاهره يبدو سيادياً، غير أن يعقوبيان نفسها تعارض انتخاب المرشح السيادي لرئاسة الجمهورية النائب ميشال معوّض، لتنضّم إلى قافلة نواب الحزب الذي أسمته “برأس مافيا الفساد” ذات مرّة.
وهي نفسها أيضاً، النائب التي تدعّي أنها من 17 تشرين الانتفاضة ضد “الزمرة الفاسدة الحاكمة”، ولكنّها مع ذلك تلتقي وحزب الله الموالي لإيران في عرقلة وصول المرشح الرئاسي السيادي وفي شنّ حملة ضد الأحزاب التي تسعى لإعادة بناء الدولة.
ووسط كلّ ذلك، تصوّب يعقوبيان سهامها كذلك، على الجهات التي تنشط على الأرض وضمن الأحياء المحرومة لمساعدة المواطنين على مواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة.
عندما تعكس أيّ شخصية سياسية كلّ هذا التناقض، لا يمكن إلّا وضع مواقفها واتهاماتها في خانة الشكّ والتساؤل، وحينما يضع المرء مصداقيته في دائرة مشبوهة، هل يصبح التشكيك بصدقه إهانة؟
مواضيع ذات صلة :
ترزيان في أعنف هجوم على يعقوبيان: كفى تضليلاً.. المكب والحريق في الجديدة لا في برج حمود! | ما تقوله يعقوبيان عن زملائها | بولا يعقوبيان والإعجاب بجميل السيّد! |