لا جلسة انتخابٍ جديدة قبل ضمان وصول “عون ثانٍ” إلى الرئاسة
إعلان الثنائي الشيعي دعم ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية في مقابل مرشّح قوى المعارضة النائب ميشال معوّض، أوجد المنافسة التي يريد الرئيس بري التماسها للدعوة للجلسة الـ 12، ولكن ما من إشارات في الأفق بأنّ بري سيدعو إلى هذه الجلسة قريباً..
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
حرّك إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله ترشيحهما رسميًا رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية الملف الرئاسي من جديد، بعدما سيطر الجمود عليه لأكثر من شهر، بعد انعقاد 11 جلسة انتخاب لم تعرف “طعم” المنافسة ولا الجديّة ولا الديمقراطية، وما كانت سوى سلسلة مسرحيات أقلّ ما يقال عنها أنّها هزلية.
والآن، ورغم أنّه بات هناك مرشح رسميّ لقوى الممانعة، في مقابل مرشّح قوى المعارضة النائب ميشال معوّض، أي وجود “المنافسة” التي يُريد بري التماسها للدعوة للجلسة رقم 12، إلّا أنّ “الرئيس بري قد لا يدعو إلى جلسة جديدة في المدى المباشر، لكن تبقى كل الاحتمالات واردة”، بحسب ما تقول مصادر مقرّبة من “حركة أمل” لـ “هنا لبنان”.
في السياق، يقول المحلل والكاتب السياسي أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”: “بعد إعلان ثنائي “أمل – حزب الله” عن دعم سليمان فرنجية، أصبح من الواضح أنهم يتّبعون خطة ممنهجة للسيطرة على موقع رئاسة الجمهورية، سواء بفرض انتخاب فرنجية وباستدراج غطاء عربي ودولي لانتخابه، أو بالانتقال إلى فرض مرشّح يُسمّى مرشّح تسوية، ولكن يُمكن أن يكون خاضعًا لأجندة “حزب الله”، وبالتالي الواضح أن “حزب الله” يُريد أن يكون الرئيس الذي يعقب ميشال عون بنفس تموضع عون، وبنفس الالتزام الذي التزمه مع الحزب، حيث كانت رئاسة الجمهورية في السنوات الست الماضية بيد “حزب الله” بشكل كامل”.
بالتالي، وبحسب بشارة، فإنّ رئيس مجلس النواب لن يدعو إلى أي جلسة، “إلّا إذا ضمنوا تطبيق هذه الاستراتيجية، وبالانتظار فإنّهم يفرضون التعطيل والابتزاز لنيل ما يُريدون”.
بدوره، يقول رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور لـ “هنا لبنان”: “لا نعلم إذا ما كان الرئيس بري سيدعو لجلسة أم لا، لكن التبنّي الرسمي لفريق الممانعة للنائب السابق سليمان فرنجية لا يُبدّل في الوقائع بأنّ هذا الفريق لا يملك 50 صوتًا بل ما دون 45 صوتًا، وبالتالي هذا الأمر لن يُغيّر شيئاً”.
لكن، في حال تمّت الدعوة إلى جلسة انتخاب، هل ستُقاطعها القوات اللبنانية؟
يُجيب جبّور، إنّ “المقاطعة تحصل في حال كان باستطاعة فريق الممانعة تأمين 65 صوتًا، انطلاقًا من مبدأ أنّه عطّل كل المرحلة السابقة ولم يلتزم بالمهل الدستورية ولا بالآليّة الدستورية الديمقراطية، وانطلاقًا من مبدأ أنّ الإنقاذ يتطلّب سلطات دستورية إنقاذية، وليس سلطات ممانعة تمدّد الأزمة لست سنوات جديدة”.
ويضيف: “حتّى ولو دعا الرئيس بري إلى جلسة، ستكون الجلسة 12 كسابقاتها، في ظلّ عدم تمكّن فريق الممانعة من إيصال مرشحه، لأنّه لا يملك الأصوات الكافية، وهذا الأمر واضح، إذ أنّ الخارج لا يريد فرنجية، فضلًا عن كتل داخلية، فالمعارضة وعلى رغم عدم تكتّلها وراء ميشال معوّض بكل مكوناتها، إلّا أنّها متكتّلة ضدّ وصول شخصيات ممانعة”.
ويؤكّد جبّور أنّ “القوات” مستمرّة بدعم ترشيح النائب ميشال معوّض وفي حال قررت دعم وترشيح شخصية أخرى، فيجب أن تتمتّع بنفس مواصفات النائب معوّض السيادية والإصلاحية، وأن تتمكّن من حيازة 65 صوتًا، وذلك بالتفاهم والتكامل مع كل مكوّنات المعارضة، لأنّ طبيعة الأزمة تستدعي الإنقاذ، والإنقاذ لا يتحقّق من خلال خط ممانع أو من خلال خط لا لون له، إنّما من خلال خط واضح وناصع البياض”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |