باريس سان جيرمان: الاستثمارات أقل بكثير من الطموحات.. هل حان وقت التغيير؟
كتب موسى الخوري لـ”هنا لبنان”:
أكثر من ١١ عامًا على وصول إدارة الاستثمار القطري وعلى رأسها الشيخ ناصر الخليفي إلى نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان والبحث عن أول لقب في دوري أبطال أوروبا ما زال مستمرًا بحيث لم تؤتِ الاستثمارات الضخمة التي رصدتها الإدارة من أجل تدعيم الفريق والأهم من أي شيء آخر الفوز بدوري الأبطال بثمارها.
لا ننكر أبدًا أن أمر الفوز بالبطولة الأبرز على مستوى الأندية ليس بالأمر السهل بتاتًا، ولكن إدارة النادي لم تبخل بأي شيء تجاه فريقها، لا بل بذلت الغالي والنفيس في سبيل تزيين خزائن النادي باللقب الأوروبي. ولكن أن تتيح الإدارة كل الإمكانيات المادية لكل الأجهزة الفنية التي تعاقبت على تدريب الفريق الباريسي دون تحقيق الهدف أمر يدعو إلى إعادة النظر بسياسة الفريق أو على الأقل مقاربة الإدارة لعدة مواضيع وأهمها الانتقالات وإدارة كبار النجوم الذين يلعبون للفريق والاستقرار الفني.
الخسارة أمام بايرن ميونيخ في مباراتي الذهاب والإياب والخروج المبكر من الدور الثاني للنسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا فتحت عيون الجميع على ما يمكن أن يفعله المستثمرون أكثر مما فعلوه من أجل الظفر باللقب الأوروبي. طبعًا لا نقلل أبدًا من قيمة النادي البافاري المعتاد على التواجد في أدوار المقدمة من دوري الأبطال الأوروبي، ولكن البايرن هذا الموسم ليس هو نفسه البايرن في المواسم الأخيرة. فالفريق الذي فاز بلقب عام ٢٠٢٠ على حساب سان جيرمان تحديدًا يعاني كثيرًا في الدوري الألماني الذي يتقاسم صدارته مع منافسه المحلي بوروسيا دورتموند بعد نتائج متواضعة أمام العديد من الفرق. كل الترجيحات كانت تصب في مصلحة الفرنسيين قبل لقاء الفريقين في أولى الأدوار الإقصائية، ولكن الألمان خالفوا التوقعات وأقصوا الباريسيين بمجموع ثلاثة أهداف مقابل لا شيء في مجموع مباراتي الذهاب والإياب تاركًا خزائن السان جيرمان خالية من لقب دوري الأبطال أقله حتى نهاية الموسم المقبل.
ولكن هل يعقل ألّا يحقق الفريق، الذي يلعب في صفوفه أغلى لاعبَيْن في العالم (نيمار ومبابي) وأحد أفضل لاعبي العالم على مر الأزمنة وبطل العالم (ميسي) في خط المقدمة، سوى بطولة الدوري المحلي؟ لا ننسى أن ميسي ونيمار فازا قبل ببطولة دوري أبطال أوروبا مع برشلونة ويملكان خبرة كبيرة تخولهما الفوز باللقب مجددًا وتحت أي ظرف كان، ولكن ما زالت حتى اليوم البطولة عصية عليهما في ألوان العاصمة الفرنسية.
الأسوأ من ذلك أن كوكبة من المدربين توالت على تدريب الفريق منذ عام ٢٠١٢ دون التمكن من جلب اللقب. وما زاد الطين بلة هو أن مدربين من المدربين المتعاقبين على الفريق وهما الألماني توماس توخيل والإيطالي المخضرم كارلو انشيلوتي تركا الفريق ليفوز كل منهما بلقب دوري الأبطال، توخيل مع تشلسي الإنكليزي عام ٢٠٢١ وكارلو انشيلوتي مع ريال مدريد الإسباني في الموسم الماضي.
المشروع الباريسي الذي تحدث عنه القطريين عند قدومهم اصطدم وما زال يصطدم بعدة حواجز، فالفريق وإن كان يملك أكبر النجوم العالميين ليدافعوا عن ألوانه، ولكنه عاجز عن إيجاد مجموعة متجانسة قادرة على تأدية أداء جماعي ينقل الفريق إلى مستوى آخر.
أضف إلى أن سياسة استقدام المدربين شابها الكثير من العشوائية، فتارة يستقدم الفريق مدربين كبار وتارة يستقدم آخرين مغمورين وآخرهم المدرب الحالي كريستوف غالتيه الذي اتضح أنه فشل في إدارة كوكبة النجوم المتواجدين في الفريق.
أمر سلبي آخر شاب أداء السان جيرمان في السنوات الأخيرة هو الفشل في استثمار سوق الانتقالات بالشكل المناسب وذلك بالرغم من الأموال الطائلة التي دُفِعت من أجل استقدام أبرز لاعبي العالم، فلائحة اللاعبين الذين فشلوا في إثبات أنفسهم في باريس تطول، من الأرجنتيني خافيير باستوري إلى البرازيلي لوكاس مورا مرورًا بالكثيرين ووصولًا إلى الهولندي جورجيون وينالدوم المعار إلى نادي روما الإيطالي.
هل سينتظر سان جيرمان أكثر قبل الفوز بدوري الأبطال الأوروبي قبل أن ينفذ صبر المستثمرين القطريين ويقرروا ترك الفريق والرحيل؟
ما هو مؤكد أنه على النادي مراجعة المقاربة وتغيير النهج الذي انتهجه حتى الآن في حال أراد تغيير الواقع والفوز بأول لقب في دوري أبطال أوروبا.
مواضيع ذات صلة :
ألمانيا تكتسح البوسنة بسباعية! | التعادل يحسم مباراة كالياري ويوفنتوس | رسالة خاصة من مشجعي مانشستر سيتي لغوارديولا.. ماذا جاء فيها؟ |