70% من تجّار اللحوم أقفلوا أبوابهم.. أسعار مرتفعة وصحّة اللبنانيين في خطر!
يجد اللبنانيون أنفسهم اليوم مجبرين على التخلي عن تناول اللحوم بصورة دائمة، فهل من خطورة على صحتهم؟
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
سجّلت أسعار اللحوم هذا العام أرقامًا جنونية فاقت القدرة الشرائية لمعظم اللبنانيين، والذين باتوا يعتمدون بشكل رئيسيّ على الحبوب والخضار في غذائهم اليومي، كسلاح فتّاك في وجه الجوع والفقر اللذين يتفاقمان مع انفجار الأزمة الاقتصادية.
“الناس لم تعد تأكل اللحوم كما في السابق، فمن كان يأكل 2 كيلو لحم هو وعائلته أصبح يشتري أوقية ونصف فقط، وذلك بسبب تدنّي المعاشات بشكل كبير، ما أدّى إلى حرمان الفقراء من اللحوم واقتصارها على الأغنياء وما تبقّى من الطبقة الوسطى التي لم تعد تُشكّل أكثر من 25%”، بهذا التوصيف، وهذه الأرقام، يوضح نقيب تجّار اللحوم في لبنان جوزيف الهبر لـ “هنا لبنان” صورة الواقع المأساوي لشريحة واسعة من اللبنانيين.
ويؤكّد الهبر أنّ ” 70% من تجّار اللحوم أقفلوا محالهم خلال الأزمة، وقد انخفض إستيراد اللحوم بحوالي الـ 65% عمّا كان عليه قبل الأزمة في العام 2019″، لافتًا إلى أنّ “الإنخفاض في العام الماضي كان بنسبة 50%”.
واعتبر الهبر أنّه “من الطبيعي أن تنخفض النسبة 15% خلال عامٍ واحد بعدما وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى مليوني ليرة، وسعر كيلو لحم البقر إلى المليون و200 ألف”.
ويوضح الهبر أنّ “اللحوم المبرّدة تأتي من الباراغواي وكولومبيا والبرازيل، وهي تحمل شهادة منشأ وشهادة صحية، كما أنّها تخضع للرقابة عند وصولها للمرفأ، حيث تؤخذ عينات من المستوعبات ليتم فحصها، على عكس اللحوم الطازجة التي لا تخضع لأي رقابة”، لافتًا إلى أنّه “ليس لدينا لحوم بلدية كوننا لا نملك ثروة حيوانية، إذ لا يُوجد مزارع لتربية الأبقار، فنحن نستوردها بالبواخر”.
أما بالنسبة لاختلاف الأسعار بين تاجر وآخر، فيقول الهبر: “لا يلتزم كل تجار اللحوم بالتسعيرة التي ذكرناها، لذا يجب أن تُفرض رقابة على من يرفع الأسعار من قِبل وزارتي الصحة والإقتصاد والبلديات، فالرقابة ليست من مسؤولية النقابة التي لا تستطيع الوصول إلى كل المناطق”.
إلى ذلك، يوضح صاحب إحدى الملاحم في مدينة صيدا أنّ “نسبة شراء اللحوم ارتفعت بشكل بسيط خلال الأسبوعين الماضيين عن الشهور السابقة، وذلك تحضيرًا لشهر رمضان، غير أنّ هذه النسبة لا تُقارن بالإقبال الذي كانت تشهده الملحمة في السنوات الماضية”.
ويضيف لـ “هنا لبنان”: “فقط 20% من زبائننا لا يزالون يشترون اللحوم بين فترة وأخرى، وما وصلنا إليه اليوم لا نحسد عليه، فنحن نجلس في الملحمة يوميًا والمبيع لا يكفي كبدل إيجار المحل وفاتورة الكهرباء، وإن ظلّ الوضع على ما هو عليه قد تغلق ملاحم عدّة أبوابها خلال الفترة المقبلة”.
إذًا يجد اللبنانيون أنفسهم اليوم مجبرين على التخلي عن تناول اللحوم بصورة دائمة، فهل من خطورة على صحتهم؟
تؤكّد أخصائية التغذية حنان فخر الدين لـ “هنا لبنان” أنّ “الخطورة تكمن في نقص الحديد الذي يؤدّي إلى فقر الدم، كما يتسبّب عدم تناول اللحوم بالتعب والخمول في الجسم، وبحدوث رجفة، هذا فضلًا عن حدوث نقص في الزنك وفي فيتامين الـB12 الذي يجعل الشخص يخسر نسبة العضل في جسمه”.
وتنصح فخر الدين الناس “باستبدال تناول اللحوم بالبيض، والبقوليات من الحمص والعدس والفاصوليا، للحصول على البروتينات، ولكن هذا لا يعني أنّها تُعوّض جميع فوائد اللحوم، فالجسم يحتاج للزنك والحديد أيضًا، لذا ننصح بتناول اللحوم كل عشرة أيام على الأقل”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |