الزراعة العضويّة تنتشر في لبنان

في لبنان، وفي ظلّ تردّي الوضع البيئي من جهةٍ وازدياد الأمراض الناتجة عن استهلاك الزراعات المضرّة من جهةٍ أخرى، بدأ عدد من المستثمرين والمزارعين يتّجهون نحو الزراعات العضويّة، على غرار ما يحصل في العديد من البلدان الأوروبيّة.

كتبت فاتن الحاج حسن لـ “هنا لبنان”:

الزراعة العضويّة هي الزراعة الطبيعيّة المستدامة، والتي تسعى إلى حماية البيئة والبشر والحيوانات، وتعتمد على عدم رشّ أيّ مبيداتٍ سامّةٍ وعدم استعمال أيّ أسمدةٍ كيميائيّةٍ أو اصطناعيّة؛ بل تعتمد هذه الزراعة فقط على رشّ خليطٍ من الزرع والأعشاب والنباتات العطريّة، كتدابير لحماية المحاصيل، ولها فوائد أكبر بكثيرٍ من الزراعة التقليديّة.
في لبنان، وفي ظلّ تردّي الوضع البيئي من جهةٍ وازدياد الأمراض الناتجة عن استهلاك الزراعات المضرّة من جهةٍ أخرى، بدأ عدد من المستثمرين والمزارعين يتّجهون نحو الزراعات العضويّة، على غرار ما يحصل في العديد من البلدان الأوروبيّة.
للاطّلاع على ميزات الزراعة العضويّة وأنواعها وطُرق تصريفها، كان لـ “هنا لبنان” حديث مع المستثمر في الزراعة العضويّة سلامة فليحان، الذي يعمل منذ سنواتٍ على هذه الزراعة في بلدة عين زحلتا في منطقة الشوف، وقال: “بدأنا بالزراعة العضويّة بعدما اكتشفنا أنّ الأدوية الزراعيّة المستخدَمة تؤدّي إلى تلويث الطبيعة، وينتج عنها عدد من الأمراض ومنها الأمراض السرطانيّة، كما أنّ مثل تلك الأدوية تقضي على النحل والحشرات المفيدة وتلوّث المياه الجوفيّة؛ لذلك عدنا إلى العادات الصحيّة وطريقة جدودنا بالزراعة. وتبيّن لنا أنّ الإنتاج العضوي أفضل وأنّه صحّي بإمتياز”.
وعن ميزات المزروعات والمنتجات العضويّة يقول: “تتميّز الزراعات العضويّة بالطعم والنكهة المختلفة بالرغم من الإنتاج الأقلّ كثافةً عن الزراعات التقليديّة”.
وحول الأنواع المنتجَة، يوضّح فليحان التالي: “بدأنا – ولا نزال – بزراعة الرمّان والجوز والتفّاح والإجاص والخوخ والزيتون والدرّاق والكرز والزعتر والخضار على أنواعها”.
وبسؤاله عن مكان وزمان هذه الزراعة، يقول: “نزرع في بلدتنا (عين زحلتا) على مدار السنة بحسب الأنواع والفصول ونروي مزروعاتنا من مياه نبع الصفا العذبة، ونصرّف إنتاجنا محليّاً أي في البلدة وفي الأسواق المجاورة؛ ولنا زبائننا الذين اعتادوا علينا وينتظرون مواسمنا”.
ويكشف فليحان بأنّ الإقبال على المنتجات العضويّة جيّد جدّاً، “بالنسبة للّذين يميّزون بين زراعتنا والزراعات التقليديّة”.
ويختم قائلاً: “الزراعات العضويّة لها منافعها الصحيّة وفوائدها الجمّة والغذاء فيها كامل، على خلاف الزراعات التقليديّة التي لا تفي بالغذاء المطلوب وتعتمد الرشّ السامّ والأسمدة الكيميائيّة، ما يهلك الشجر ويقصّر من عمرها في سبيل زيادة الإنتاج وجني الأرباح على حساب صحّة الطبيعة والإنسان”.

مواضيع مماثلة للكاتب:

قطاع تربية النحل بين الإهمال الحكومي والاهتمام الأممي

فؤاد شهاب .. “الرئيس القائد”!

متلازمة الفيبروميالجيا: الأسلوب الأفضل للعلاج