لبنان وحال الرهينة

أبعد بعض من في لبنان هذا البلد عن العرب وعن العالم وجعلوا من الدولة اللبنانية مطية لمشاريعهم التي أودت بلبنان إلى الهاوية والإنهيار وعادوا عندها ليستجدوا المساعدة من العرب والعالم

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

غاب لبنان عن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، فلا هو حضر على طاولة السحور ولا حضر في البيان الذي أصدرته الخارجية السعودية واقتصر على القضيتين الفلسطينية والسورية.
ولكن لبنان حاضر دائماً في الحديث عن الحروب وفي كونه ساحة لتصفية الحسابات، ولا ينقضي أسبوع إلا ويسمع اللبنانيون تهديدات من هنا ومن هناك بأن بلادهم قد تكون مسرحاً لحرب بين إسرائيل وحزب الله، وأن عليهم أن يبقوا على أهبة الإستعداد لاشتعال الجبهة الجنوبية وما قد يجرّ الأمر عليهم من تداعيات يدركون أنها ستكون كارثية.
أبعد بعض من في لبنان هذا البلد عن العرب وعن العالم وجعلوا من الدولة اللبنانية مطية لمشاريعهم التي أودت بلبنان إلى الهاوية والإنهيار وعادوا عندها ليستجدوا المساعدة من العرب والعالم ولكن من دون التخلي عما تسبب بما نحن فيه، لا بل أمعنوا في تطبيق السياسات والمشاريع الكارثية واعترضوا على التصدي لها من قبل لبنانيين وغير لبنانيين فتقصدوا شغوراً في رئاسة الجمهورية عندما شعروا أن موقعاً من المواقع التي يضعون اليد عليها قد يفلت من تحت سيطرتهم وما يؤشر أيضاً إلى أن استمرار مشروعهم قد يكون عرضة للعرقلة.
إن لبنان الذي كان في طليعة الدول العربية المبادرة على الصعيد السياسي والاقتصادي والتي تفتش عن رفاهية شعبها، أصبح اليوم دولة فاشلة لا قرار لها في السياسة وتتخبط في وضع اقتصادي صعب ولم تعد موضع اهتمام سوى من باب تفادي ما يمكن أن يأتي من خلالها من مصائب وهموم، فهناك من هو مهتم بأن لا يكون لبنان مصدراً للمخدرات والإرهاب والمشاريع السياسية الهدامة وفرار النازحين السوريين والمزيد من الهجرة اللبنانية الجماعية، ولذلك يتخذون بعض التدابير التي تحول دون ذلك ومنها بعض المساعدات التي تطال شرائح شعبية ولكن التدبير الأكبر يبقى عزلة لبنان.
إزاء هذا الواقع سيبقى اللبنانيون يتفرجون على السياسات الإقتصادية والتطويرية والتسويات في المنطقة تحصل من حولهم وعلى حسابهم، وسيبقون يتفرجون على المزيد من التراجع في بلدهم، وسيبقى الأمر على هذه الحال وأسوأ إن لم يتحركوا كي ينقذوا أنفسهم وينقذوا البلد من حال الرهينة التي أوقعهم فيها أصحاب قوة الأمر الواقع.

مواضيع مماثلة للكاتب:

في لبنان ما يستحق الحياة

تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب”

يحقّ لنا أن نسأل