باسيل يخشى نصرالله: ما خلّوه
يشتري جبران باسيل الوقت، ويستدرج حوارات جانبية مع قوى المعارضة الحزبية والتغييرية، محاولاً إيهامهم أنه يمتلك قراره، وأن لا خطوط حمر وضعها نصرالله تقف أمامه، لكن وحتى الآن كل الوقائع تكذب هذه العضلات المنفوخة، التي تشبه بالونات الاختبار.
كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:
يشتري جبران باسيل الوقت، ويستدرج حوارات جانبية مع قوى المعارضة الحزبية والتغييرية، محاولاً إيهامهم أنه يمتلك قراره، وأن لا خطوط حمر وضعها نصرالله تقف أمامه، لكن وحتى الآن كل الوقائع تكذب هذه العضلات المنفوخة، التي تشبه بالونات الاختبار.
وبالفعل لقد بدأت سلسلة حوارات، بين التيار العوني وقوى المعارضة والتغيير، والقوى الحزبية وأبرزها القوات اللبنانية، التي تعمدت أن تبقي هذا الحوار عبر قناة نيابية شمالية ضيقة، كي لا يحلم باسيل بتفاهم معراب جديد. أما قوى التغيير والمستقلين، فهم يحاورون باسيل وفق القاعدة نفسها، لكن اللافت والمضحك أن أياً من الطرفين، لم ينجح في أن يأخذ من باسيل كلمة واضحة، أو قراراً لا لبس فيه، بأنه ذاهب في مسار الاتفاق مع المعارضة على اسم مشترك.
كل ما فعله باسيل حتى الآن، في حواره مع القوى الحزبية، أنه طرح اسمين يعرف أنهما غير مقبولين، وهما زياد بارود وجهاد أزعور. أما حين طرح عليه اسم قائد الجيش، فرفض بشدة، وكذلك رفض أسماءً كصلاح حنين. وعلى خطٍّ مُوازٍ كان كلّ ما فعله جبران باسيل في حواره مع قوى التغيير، طرح الإسمين إيّاهما، لكنه اشترط أن يوافق حزب الله عليهما، قبل أيّ اتفاق مع أيّ طرف آخر، وهذا يعني أنه يطرح أسماء مع وقف التنفيذ، أو يطرح أسماء لا يملك القرار بالذهاب بالاتفاق عليها، مع أي طرف آخر إذا لم يوافق حزب الله.
في الخلاصة استنتج كل من بدأ حواراً مع باسيل، أنه غير قادر على تخطي الخطوط الحمر التي رسمها حزب الله له. فهو على الرغم من الهوبرة الإعلامية التي تصدر عنه، وآخرها في جزين، لم يتجرّأ على الذهاب في أي خطوة عملية تساهم بإسقاط ترشيح سليمان فرنجية، وكل ما يبتغيه، المناورة لتحسين أسهمه مع حزب الله، متى شعر أنّ الحزب بات جاهزاً للتخلي عن ترشيح فرنجية، لكنه ليس قادراً على الذهاب أبعد، ولهذه اللاقدرة أسباب يعرفها باسيل، نقلاً عن ميشال عون الخبير بطبيعة حزب الله الأمنية.
يخشى باسيل نصرالله، ويحسب ألف حساب قبل أن يتخطى المحظور، ولذلك يمتنع عن تسمية أيّ مرشح جدي، أما القوى التي تحاوره، فهي تعرف تماماً ما يريد، وهي لا تمانع بأن تفتح قناة اتصال محدودة معه، كون ذلك يساهم بالمزيد من إضعاف ترشيح فرنجية، كما يساهم في إفهام الحزب بأن الرفض المسيحي لترشيح فرنجية لن يتصدّع.
مواضيع مماثلة للكاتب:
لكل 17 أياره: استسلام الممانعة | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | لبنان على موعد مع أشهر صعبة |