بوصعب “يستكشف”.. ورئيس القوّات لم يوصد أبواب الحوار
أشاع نائب رئيس مجلس النواب أجواءً إيجابية عن لقاءاته ولا سيما لقائه مع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي ناقش معه الملف الرئاسي بطبيعة الحال، معلناً أنه لمس انفتاحاً من رئيس القوات وحرصاً على القواسم المشتركة بين اللبنانيين
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
تنطبق كلمة “استكشافية” التي اختارها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لوصف زياراته على مضمون المحادثات التي أجراها مع قيادات دينية وسياسية، فهذا التحرك للنائب بو صعب وإن خرق في مكان ما مشهد المراوحة على صعيد الاستحقاق الرئاسي إلا أنه يحتاج إلى بعض الوقت كي يخرج بنتائج باعتبار أنّ هذه اللقاءات هدفت إلى تبادل الآراء والاستماع إلى مسعى بو صعب في تحريك الحوار المحلي حول الرئاسة، وإمكانية التركيز على القواسم المشتركة والعناوين التي تحتاج إلى مقاربة موحدة بعيداً عن تسويق طرح محدد.
في محطات زياراته لم تقدّم أسماء للرئاسة وربما تجنب بو صعب الذي يتحرك في اتجاه الأفرقاء بصفة شخصية الدخول في بداية اجتماعاته في هذا الأمر أو ربما لأنه أراد إجراء عملية جس نبض، مع العلم أنه ليس مكلفاً من التيار الوطني الحر بإجراء التواصل مع أحد ولا سيّما مع القوات اللبنانية.
وقد أشاع نائب رئيس مجلس النواب أجواءً إيجابية عن لقاءاته ولا سيما لقائه مع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي ناقش معه الملف الرئاسي بطبيعة الحال، معلناً أنه لمس انفتاحاً من رئيس القوات وحرصاً على القواسم المشتركة بين اللبنانيين وأنّ هناك اتفاقاً على متابعة النقاش بعد الانتهاء من جولته.
ما رشح من معطيات عن هذا الاجتماع يفيد أنّ ما من نقاط تفصيلية بحثت لأن هدف الزيارة استطلاعي وتمهيدي لاجتماعات مقبلة تحمل عنوان إمكانية إنهاء الشغور الرئاسي، حتى وإن لم تتظهّر آلية الحل بعد.
وفي هذا السياق، علم موقع “هنا لبنان” أن بو صعب لم يأتِ على ذكر أي موضوع له علاقة بالتيار الوطني الحر وبالعمل في سياق قيام تفاوض بين الفريقين كما أنه لم يروج للائحة مرشحين.
وتقول مصادر سياسية مطلعة لموقعنا أنّ هناك جملة من الاتصالات السياسية الداخلية انطلقت بعدما اصطدم الطرح الفرنسي بإمكانية انتخاب رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية بحائط مسدود، وتلفت إلى أنّ هذه التحركات التي تتمّ هي بهدف البحث عن حلول أخرى، مؤكدة أنّ للمعارضة ولا سيّما للقوات ثوابتها في الملف الرئاسي.
وترى أنّ الدكتور جعجع لم يغلق أبواب الحوار مع أحد وأنّ لقاءه مع بو صعب اتسم بالصراحة في ما خصّ مقاربة الاستحقاق الرئاسي وأهمية انتخاب رئيس إنقاذي من أجل مصلحة لبنان وفق ما يرى الحكيم.
قيومجيان: القوات تريد رئيساً فعلياً
ويشير رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان في حديث لـ “هنا لبنان” إلى أنّ هناك كثيرين ممن يسعون إلى الحوار وهذا أمر طبيعي إنما بالنسبة إلى القوات اللبنانية فإن الموقف معروف، فنحن نريد رئيساً فعلياً وما من مساومة في هذا المجال، معلناً أن المرحلة التي يمر بها لبنان هي مرحلة وجودية ومن الضروري أن يتمّ انتخاب رئيس إنقاذي والمسألة لا تتعلق برئيس لملء المركز إنما وصول رئيس صاحب مشروع إصلاحي وسيادي.
ويقول قيومجيان: بالنسبة إلى موضوع الأسماء فنحن مع أي رئيس يملك مواصفات تشبه مواصفات النائب ميشال معوض وقادر على جمع الأصوات لانتخابه، وهذا هو موقفنا. نريد رئيساً سيادياً قادراً على بناء الدولة والإنقاذ الحقيقي ولا نريده من أجل الترقيع.
ويفيد أنّ المسيحيين عبروا في الانتخابات النيابية عن موقفهم لجهة أي دولة يريدون ويشير إلى أن القوات تؤيد أي شخصية تسير في بناء الدولة مكرراً القول أن لا فائدة من الحوارات الفولكلورية وإن هناك اتصالات تحصل داخل مجلس النواب وخارجه لافتاً إلى أنّ المشكلة تكمن في حزب الله الذي يدعو إلى الحوار في تصريحات مسؤوليه في حين أنه يريد بالقوة انتخاب مرشحه.
ويؤكد رفض منطق التسويات التي تقوم على التفاهم على انتخاب رئيس وتأليف حكومة وبعدها محاصصة التعيينات، معلناً أن وجود لبنان ومستقبله كدولة ومجتمع هو المحور اليوم والقصة ليست قصة تسويات تفضي إلى اقتسام حصة في تركيبة الحكم، وإذا لم يأتِ رئيس لمعالجة قضايا وجودية وأساسية مثل تحديات الانهيار الاقتصادي والمالي والإصلاحات وعودة السوريين إلى بلادهم إضافة إلى سلاح حزب الله وتدخلاته في الإقليم، فإن التوقعات كبيرة بإطالة الستاتيكو القائم.
ويرى أن زيارة بو صعب إلى الدكتور جعجع أتت بصفة فردية من دون تكليف من أحد وكان هناك تبادل في وجهات النظر ومن المبكر القول أنها ستفضي إلى أمر ما.
لن يكون اللقاء الأخير بين رئيس الهيئة التنفيذية ونائب رئيس مجلس النواب فللبحث صلة، خصوصاً أن هناك حاجة للغوص أكثر في بعض الأمور والإجابة عن أسئلة حتمية قد تقود إلى خلاصة نهائية مهما كانت سمتها في وقت لاحق.