محسوبيات وفوضى مستمرّة أمام مراكز الأمن العام.. هل تعود المنصّة؟
لدى مراكز الأمن العام “كوتا” محدّدة للاستقبال اليومي، وللمحسوبيات حصّة منها، فمثلًا المركز الذي يستقبل 60 طلبًا، هناك 20 طلبًا “بالواسطة” و40 لمن “يُجادل ويطحش”.
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
رغم إعلان مديرية الأمن العام بداية العام الحالي إنفراج أزمة جوازات السفر التي دامت لأكثر من سنتين والاستغناء عن المنصّة الإلكترونية لتحديد مواعيد مسبقة لتقديم الطلبات، ما زال الحصول على جواز سفر معاناة يعيشها المواطن اللبناني، إذ تشهد كافة مراكز الأمن العام زحمة طوابير تبدأ من منتصف الليل للحصول على أرقامٍ للتقديم على هذه الوثيقة، ثم يعود أغلبهم خالي الوفاض.
ربيع، شاب طرابلسي، يحتاج لجواز سفر من أجل العمل في الخارج، يتحدّث لـ “هنا لبنان” عن “البهدلة” التي تلحق به منذ أكثر من أسبوع، ويقول: “ذهبت إلى سراي طرابلس على مدى أربع ليالٍ وانتظرت لساعات طويلة في طوابير تعمّ فيها الفوضى، وفي كلّ مرّة يتم إيقاف توزيع الأرقام فجأة، من دون أن نفهم على أي أساس، فيما يتم إستقبال مواطنين من باب خلفي للسراي يحظون بالمحسوبيات والوسائط”، مضيفًا: “أحاول أيضًا التقديم “ليلًا نهارًا” على الخدمات المستعجلة عبر المنصّة للحصول على موعدٍ، لكن دون جدوى أيضًا، فالمواعيد لشهر ايار جميعها مقفلة، ولا يوجد مواعيد للشهر المقبل”.
حال ربيع كحال مواطنين كثر، بحسب ما تؤكّد مصادر متابعة لـ “هنا لبنان”، “فالناس مستاءة من “البهدلة” التي تلقاها بلا فائدة، ولا يوجد حلّ لما يحصل حاليًا أمام مراكز الأمن العام، ما يستدعي السؤال حول عودة العمل على المنصة لحجز المواعيد كون الأمور كانت أكثر تنظيماً”، لافتةً إلى أنّ مراكز الأمن العام لديها “كوتا” محدّدة للاستقبال اليومي، وللمحسوبيات حصّة منها، فمثلًا المركز الذي يستقبل 60 طلبًا، هناك 20 طلبًا “بالواسطة” و40 لمن “يُجادل ويطحش”.
من جهتها، توضح مصادر في الأمن العام أنّ “المواطنين هم من يُسبّبون الزحمة الحاصلة، وذلك نتيجة “فوبيا” باتت لديهم من إمكانية إيقاف إصدار جوازات السفر كما حصل في فترة سابقة، كما أنّ وضع البلد المتأرجح يجعلهم يشعرون بضرورة الحصول على هذه الوثيقة، وما يؤكّد ذلك هو أنّ نسبة كبيرة من الجوازات الصادرة لا تُستعمل، كذلك يوجد في المراكز العديد من “الباسبورات” التي لم يتمّ استلامها بعد”.
سبب آخر للتهافت، تُضيفه المصادر، وهو الانخفاض الكبير في تكلفة الحصول على جوازات السفر، فجواز السفر لمدة عشر سنوات سعره مليوني ليرة، أي 20 دولاراً، فيما كانت تكلفته سابقًا تبلغ 300 دولار تقريبًا (500 ألف ليرة لبنانية).
وتضيف المصادر: “كذلك الخدمات المستعجلة تكلفتها لا تزال مقبولة، فجواز السفر لمدة عشر سنوات تكلفته 4 مليون و800 ألف، أي لا يتجاوز 50 دولار”، لافتةً إلى أنّ “المغتربين أيضًا يتهافتون للحصول على الباسبورات، فتكلفتها عليهم أقل بكثير من تجديدها في دول الإغتراب، حيث قد تصل التكلفة هناك إلى 200 و 300 دولار”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |