السيتي على طريق المجد


السيتي

كتب موسى الخوري لـ”هنا لبنان”:

أثبت بيب غوارديولا أن أسلوبه هو الكمال في كرة القدم. فقد نجح في العثور على أخطاء في ماكينة الريال التي قلّما تخطئ في دوري الأبطال. فنجحت الخطة التي أنتجها مانشستر سيتي لدحر حامل اللقب “ريال مدريد” من الوصول إلى نهائي الدوري المفضل للسنة الثانية على التوالي وأقفل بالتالي الطريق في رحلة بحث الريال عن لقبه الخامس عشر في المسابقة.

اكتشف غوارديولا مكامن الخلل في ماكينة نظيره الإيطالي المحنك كارلو أنشيلوتي، صاحب الرقم القياسي بالفوز في المسابقة الأوروبية الأم للأندية بأربعة ألقاب، واستغل الثغرات أفضل استغلال ودك مرمى خصمه بأربعة أهداف في ليلة أوروبية لن ينساها مشجعو كرة القدم. كان هذا مميزاً جداً وسيكتب عنه التاريخ لاحقًا.

إذا كان لدى أي شخص أي شكوك حول عظمة غوارديولا، فبالتأكيد سيغير رأيه بعد هذا العرض الذي كان من عالم آخر، خاصة في النصف الأول الذي تم خلاله سجن الريال في منطقته وتحجيمه إلى حد كبير لدرجة ظن البعض أنّ السيتي يقابل فريقاً أدنى مستوى من الريال بكثير.
ويجب رفع القبعة لكل من الفريق والمدير الفني إذا نجحوا في الفوز بالثلاثية المثالية الذي سبق أن فاز بها مانشستر يونايتد، جار وخصم السيتي اللدود في عام 1999 (الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي).

وسيكون السيتي مرشحًا فوق العادة للفوز على إنتر ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا في اسطنبول في 10 يونيو (هناك احتمال بتغيير وجهة النهائي ولكن لا شيء رسمي حتى الآن) كما سيواجهون يونايتد في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في ويمبلي قبل أسبوع، ناهيك عن أن آمال السيتي بالفوز بلقب الدوري الإنكليزي تعاظمت بعد تخلي آرسنال عن الصدارة وتربع السيتي على عرشها، فهو يحتاج لفوز واحد فقط من أجل ضمان اللقب.
إذًا أمام كل من الإنتر وآرسنال ويونايتد مهام شاقة لمنع السيتي من بلوغ المجد مع أن هذا أمر صعب جدًا.

بالعودة إلى لقاء السيتي مع الريال، كان هناك نوع من الذهول حول الطريقة التي تم بها تفكيك منظومة ريال مدريد ببساطة، فقد بدا أن العظماء مثل لوكا مودريتش وتوني كروس وكريم بنزيمة في حالة ذهول في اللحظات التي تلت تولي سيتي زمام المبادرة، خصوصًا بعدما تلقى الريال أول هدفين، وقد بدا المدرب كارلو أنشيلوتي مهزوماً بلا حول ولا قوة أمام إعصار السيتي الجارف.
وبالتأكيد قد تعلم غوارديولا من درس الخسارة في نصف النهائي أمام ريال مدريد في الموسم الماضي، فصمم ليحقق هذا الفوز الذي حققه البارحة إذ كان سيتي في النهائي منذ نهاية الشوط الأول تقريبًا.
وسيسعى غوارديولا لتفادي الأخطاء التي ارتكبها عام ٢٠٢١ والتي كلفته خسارة اللقب الأوروبي أمام مواطنه تشلسي منذ عامين في النهائي، لذا سيعد العدة منذ الآن لمواجهة خصمه الإيطالي المعروف بدفاعه المنظم بهدف خطف أول لقب أوروبي لفريق مانشستر الثاني والذي يسعى لزعزعة عرش اليونايتد والسير على خطاه، وقد تكون الثلاثية مع نهاية الموسم باكورة طريق المجد لرجال المدرب غوارديولا.

 

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us