وقاحة المناورات… في ظلّ الـ “اللادولة”
بعد المناورة لا بدّ من أن نسأل: أما من رجل في هذا الوطن قادر على قول “لا” لحزب تعدّى على هيبة الدولة؟
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
عشية ذكرى 25 أيار، قرر حزب الله الاحتفال بطريقة مختلفة، طريقة حملت الكثير من الرسائل الداخلية بالدرجة الأولى.
وكان لافتاً أنّ المناورة العسكرية التي أقامها الحزب بالذخيرة الحية في جنوب لبنان، وأمام عدسات وسائل الإعلام، هي من أكبر المناورات، إذ تخلّلها عرض عسكري ومحاكاة لهجمات تستهدف إسرائيل عبر طائرة مسيّرة أو الاقتحام.
وخلال المناورات عرض الحزب أنواعاً مختلفة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، كراجمات الصواريخ والعربات المزوّدة برشاشات ثقيلة ومدافع مضادة للطيران، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدروع وأخرى تطلق من على الكتف.
هذه المناورة، وإن دلت على شيء فحتماً على أنّ حزب الله يضرب علناً الدولة ومؤسساتها وقوانينها عرض الحائط، ويؤكد مرة جديدة على أنّه لم يعد يبالي أو يراعي سيادتها.
وانطلاقاً من مفهوم “فائض القوّة” تباهى “حزب السلاح” بسلاحه، مهدداً الداخل بترسانة كانت مخبأة منذ سنوات في أقبية تحت الأرض، فأخرجها للاستعراض، علماً أنّ هذه الأسلحة لا حاجة فعلية لها، ولا بوادر لاستعمالها في ظلّ غياب سيناريو لأيّ حرب سيّما وأنّ الحزب أشرف شخصياً على توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل ما يعني اعترافاً مبطناً بهذا الكيان الذي طالما وصفه الممانعون بالعدو الغاشم، أما التهديدات الخطابية فمثلها مثل المناورة، لا تتخطّى المفهوم المسرحي.
وبالعودة إلى الدولة، فإنّ هذه المناورة تدل على أنّ الدويلة هي الحاكمة، وأنّ لا سلطة قادرة على مواجهة هذا التمدّد، حتى أنّ أحداً لم يكتب سطراً يعترض فيه على هذا التمادي.
مشهد الجنوب أمس، مرفوض بكل المقاييس، ففي ظلّ الانهيار السريع لا بدّ من دولة تضع إلى جانب الحلول، حدوداً لهذا الانتهاك للسيادة وللتفلت..
وهنا لا بد من أن نسأل: أما من رجل في هذا الوطن قادر على قول “لا” لحزب تعدّى على هيبة الدولة؟