قرار باسيل يقسم تكتّل “لبنان القوي”
يستغرب نوّابٌ من التكتل أن يكون باسيل تجاوز، من دون مشاوراتٍ داخليّة، طرح ترشيح النائب ابراهيم كنعان الذي ورد اسمه في لائحة بكركي، ويُقال إنّه من الأسماء المفضّلة لدى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
ما كاد ينتشر خبر موافقة النائب جبران باسيل على انتخاب الوزير السابق جهاد أزعور، حتى بدأ نقاشٌ داخليّ في “التيّار” بلغ أحياناً حدّ الجدل.
هذا النقاش على مستويين: الأول، على مستوى الكوادر الذين انقسموا بين مؤيّد ورافض لهذا الخيار. واشتعلت مواجهات على مجموعات “واتساب” كما في جلساتٍ خاصّة. هناك من سأل: “مش جهاد تبع الإبراء المستحيل؟” والمقصود أنّ أزعور كان وزيراً للمال في جزءٍ من المرحلة التي تناولها كتاب “الإبراء المستحيل”. أما المؤيّدون فاعتبروا أنّ الضرورات تبيح المحظورات، وإخراج سليمان فرنجيّة من السباق الرئاسي وعدم السماح بفرض رئيسٍ على فئة كبيرة من المسيحيّين يستوجب مثل هكذا خيارات.
أما مستوى النقاش الثاني فكان بين نوّاب في تكتل “لبنان القوي”. ارتفعت أصواتٌ معترضة على خيار باسيل الذي علم به النواب من وسائل الإعلام، من دون أن يتكبّد رئيس كتلتهم عناء عقد اجتماعٍ ولو شكليّ للتداول بالإسم.
ويرفض عددٌ من النواب التصويت لجهاد أزعور، وهم يعلنون صراحةً أنّهم سيصوّتون بورقةٍ بيضاء في حال دُعي إلى جلسة.
ويُستنتج من هذا النقاش أنّ باسيل غير ممسك بزمام الأمور داخل كتلته، وكما فتح الياس بو صعب “على حسابه” وصوّت بخلاف خيار “لبنان القوي”، فإنّ عدداً من النواب سيفعلون الأمر عينه.
وتجدر الإشارة إلى أنّ النواب الأرمن في الكتلة، كما النائب محمد يحيى، لا يتّفقون مع خيار باسيل الرئاسي، وسيضاف إليهم خمسة نوّاب، على الأقل، من التكتل ما يجعل المجموع تسعة نوّاب!
ويستغرب نوّابٌ من التكتل أن يكون باسيل تجاوز، من دون مشاوراتٍ داخليّة، طرح ترشيح النائب ابراهيم كنعان الذي ورد اسمه في لائحة بكركي، ويُقال إنّه من الأسماء المفضّلة لدى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. لا بل أنّ خطوة موافقة باسيل على ترشيح أزعور فُسّرت بأنّها تهدف لقطع الطريق على كنعان!
كما تجدر الإشارة إلى أنّ اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون يحظى بشعبيّة داخل تكتل “لبنان القوي”، وهناك استعداد واضح للتصويت له من قبل بعض النوّاب، ولو أتى ذلك مخالفاً لقرار باسيل الذي يبقى المفضّل لديه هو الوزير السابق زياد بارود. يدرك باسيل أنّه سيكون لاعباً مؤثّراً جدّاً في العهد في حال وصول بارود، وهو ما لن يحصل مع العماد عون الذي أكدت تجربته في قيادة الجيش بأنّه يرفض أيّ تدخّل في صلاحيّاته.
وفي حين تؤكد المعطيات أنّ انتخاب الرئيس لن يكون قريباً، يعتمد بعض المتفائلين على تطورات ستحصل في الأسبوعين المقبلين، تتداخل فيها عوامل خارجيّة مع أخرى داخليّة، ربما تؤدّي إلى حصول أعجوبة لانتخاب رئيس خلال أسابيع.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |