مقتل 5 وإصابة 25 في “غارة إسرائيلية” لم تحصل!
الجيش اللبناني قال إنه لم يرصد أي غارة إسرائيلية على أي منطقة لبنانية، وإسرائيل نفت أن يكون سلاحها الجوي قد نفّذ أيّ مهمة في لبنان أو عبر لبنان تلك الليلة.
كتب محمد سلام لـ “هنا لبنان”:
ترددت أصداء انفجار قوي في وادي البقاع ليلاً، وسارعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة إلى الزعم بأنّ غارة إسرائيلية إستهدفت قاعدتها قرب بلدة قوسايا التي تشرف من جهتها اللبنانية على مدينة زحلة ومن جهتها السورية على مصيف الزبداني الذي ترتبط بإحدى أوديته الوعرة المعزولة حتى عن المساحات المزروعة بنفق طوله قرابة الـ 10 كيلومترات ويسمح عرضه بتنقل دبابات وشاحنات..
الجيش اللبناني قال إنه لم يرصد أي غارة إسرائيلية على أي منطقة لبنانية، وإسرائيل نفت أن يكون سلاحها الجوي قد نفّذ أيّ مهمة في لبنان أو عبر لبنان تلك الليلة.
إلّا أنّ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، المتحالفة مع نظام الأسد وحزب حسن نصر الله المسلح إيرانياً، أعلنت أنّ الغارة المزعومة قتلت لها 5 عناصر وأصابت 10 عناصر بجروح وأنزلت أضراراً بآليات. فماذا حصل في القاعدة إياها في خراج قوسايا؟
وقع انفجار هائل في القاعدة في نفق مقفل -غير النفق الذي يصل إلى سوريا- وهذا النفق يستخدم للتدريبات والإجتماعات الخاصة ذات الطابع السري التي يراد لها أن تكون بعيدة عن رقابة طائرات التجسس والأقمار الصناعية والرصد الصوتي الذي تتولاه المناطيد والمجسات SENSORS التي تنثر في محيط المناطق التي يراد التنصت عليها وتتخذ أشكال مكونات البيئة التي توجد بينها.
صحيح ما أعلنته “القيادة العامة” لجهة عدد القتلى الخمسة الذين نشرت أسماؤهم، لكن عدد الجرحى غير دقيق إذ تقول مصادر متابعة أنه زاد عن 25 جريحاً، عولج خمسة منهم فقط في مستشفى تابع للهلال الأحمر الفلسطيني في بر الياس بالبقاع، فيما نقل البقية، وبينهم عدة حالات حرجة، “بآليات مدنية” لتلقي العلاج في سوريا.
بالتأكيد ليس صحيحاً أنّ صاروخاً قديماً انفجر ونتج عنه هذا العدد الهائل من الإصابات، كما تزعم بعض المصادر، لأنّ الصاروخ المخزّن لا يتحلق حوله بشر يصل عددهم إلى 30 شخصاً أو أكثر.
حجم الإصابات، وموقع تواجدها وإصابتها في النفق المسدود الذي خرج عصفه من مدخله فأوقع ضرراً في الآليات المتوقفة في ساحة القاعدة المفتوحة يؤكد بما لا يقبل أي شك منطقي وجود مجموعة من البشر تحلقت حول “درس” للتدريب على تركيب متفجرة حصل خطأ ما أدى إلى انفجارها وأوقع هذه الحصيلة من الإصابات.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة يشهد تاريخها أنها “مغرمة” بالعمليات الخاصة.
يذكر تاريخ 25 تشرين الثاني العام 1987 أنه في ليلته الليلاء تلك التي افتقد بدرها، حاول أربعة فدائيين يقودون طائرات شرعية ممكننة الإنطلاق من جنوب لبنان محاولين العبور جواً لقصف معسكر إسرائيلي قرب قرية ترشيحا في الجليل الأعلى فوصل إثنان منهما، التونسي ميلود نعمة والسوري خالد أكر، فقتلا 6 إسرائيليين وأصابا 8 قبل أن يقتلا. رفيقاهما الفدائيان الفلسطينيان لم يتمكنا من إكمال المهمة بسبب أعطال تقنية أصابت طائرتيهما ما منعها من الإقلاع أساساً…!
تلك كانت أول محاولة من نوعها لإختراق الدفاعات الإسرائيلية جواً…
في العام 2006 ترأس نبيه بري ستّ جلسات للحوار الوطني في مجلس النواب للبحث في إمكانية تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 الذي يدعو إلى حل الميليشيات.
فشلت الجلسات الستّة في التوصل إلى تفاهم على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي لأنه يشمل تجريد حزب الله من سلاحه وتم الإتفاق، بدلاً عن ذلك، على “نزع السلاح الفلسطني خارج المخيمات” وهو ما وافق عليه أمين عام حزب الله حسن نصر الله وتعهد بتحقيقه.
لكن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة ما زالت حتى اليوم بعد 15 سنة من وعد نصر الله، تحتفظ بسلاحها خارج المخيمات الفلسطينية، سواء في قاعدة خراج قوسايا البقاعية أو قاعدة الناعمة التي تضم شبكة أنفاق هائلة على بعد 10 كيلومتر جنوبي العاصمة بيروت وتشرف على مطار رفيق الحريري الدولي.
إذا كان انفجار في معمل برادات قد هدد قسماً من بلدة الناعمة قبل أشهر، فماذا يمكن أن يحصل إذا وقع إنفجار كبير في القاعدة-النفق؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
لا يطلب وقف النار إلا الخاسر | هديتان من سوريا في نفس اليوم | فوز ترامب أسقط مهمة هوكشتاين في لبنان |