السمنة تهدّد أطفال لبنان.. صحّة أولادكم في دائرة الخطر!
ظاهرة سمنة الأطفال تستدعي التوقّف عندها مليًّا، خصوصاً وأنّ لبنان يسجل معدل بدانة يقارب الـ 31 % فيما يصل معدّل الزيادة في الوزن إلى 67,9%.
كتب مازن مجوز لـ “هنا لبنان”:
سمنة الأطفال حالة طبية خطيرة، ومشكلة عالمية؛ فهي تعرض الأطفال لخطر المشكلات الطبية التي يمكن أن تؤثّر في صحّتهم فوراً، وفي المستقبل.
هي ظاهرة تستدعي التوقّف عندها مليًّا، خصوصاً وأنّ لبنان يسجل معدل بدانة يقارب الـ 31 % فيما يصل معدّل الزيادة في الوزن (الذين تُراوح كتلة مؤشر الجسم لديهم ما بين 25 و30) إلى 67,9%. هذا ما تضمّنته آخر الإحصائيات الصادرة في عام 2016 عن معهد القياسات الصحية العالمي (IHME).
والأخطر أنّ التقرير أكّد على أنّ معدّلات السمنة آخذة في الارتفاع بسرعة، ووفق أخصائية علم التغذية لما جوني غدار فإنّ النسبة الأعلى تسجل لدى الأطفال، مطلقة جرس الإنذار للأهل “انتبهوا لصحة أولادكم قبل فوات الأوان “، لأنّ لبنان دخل في دائرة الخطر .
وتضيف غدّار في حديثها لـ “هنا لبنان”: لقد خفضت الأزمة الاقتصادية القدرة الشرائية عند الأهل كثيراً، وباتوا يلجأون إلى البدائل الأرخص ثمناً، في وقت اختفت الكثير من المنتجات الغذائية الصحية للأطفال من الأسواق بفعل ارتفاع أسعارها، وبالتأكيد عندما نختار الأرخص فإنّ الجودة تنخفض”، لافتة إلى أن الكثير من العائلات لا تتجنّب الأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات الضارة بأطفالهم، بل يبحثون عنها كونها الأرخص، وهذا مكلف من فاتورة الطفل الصحية، إذ سيعزّز السمنة مستقبلاً عند أطفالهم.
أما مضاعفات السمنة التي تؤثر في الأطفال على المدى الطويل في حال إهمال الأهل لصحة أطفالهم، فهي:
– ارتفاع ضغط الدم.
– اختلال مستويات الدهون في الدم.
– متلازمة الأيض، وهي حالة من مقاومة الأنسولين المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، ومستويات الدهون الثلاثية المرتفعة، والسمنة.
– مرض السكري من النوع الثاني.
– آلام في الركبة، والفخذ وألم في الظهر.
وتشدد على أن الطفل السمين عندما يكبر إمّا أن يبقى سميناً أو يصبح بديناً، ومن غير المحتمل أن يصل إلى جسم صحي إلا إذا بدأ الأهل بالتدخل السريع والمنطقي منذ الصغر، داعية إياهم إلى عدم الخجل من عرض ابنهم على أخصائية تغذية وأخصائي نفسي، موضحة أن النظام الغذائي ليس أسلوب الحرمان أبداً، وعلى الطفل أن يعرف أن الاعتدال هو سيد الموقف، وأن يتناول كميات الطعام التي يحبها باعتدال ووعي، كي يعرف مع الوقت ما يجب تناوله وما يجب تجنبه من الأطعمة.
بدورها تعلق الدكتورة في علم النفس إيمان رزق في حديث لـ “هنا لبنان” أنّ إهمال الأهل لهذه الظاهرة الخطيرة أو عدم قدرتهم على معالجتها، ينعكس سلباً على صحة وأجساد أطفالهم، فالسمنة لدى الطفل، لها انعكاسات على النمط الدراسي، حيث تتراجع ثقته بنفسه وإثبات الذات لديه، والشخص إذا لم يحب جسمه، فإنه يبدأ بكره نفسه حتى لو كان سعيداً في تناول الأطعمة الضارّة أو التي تسبب السمنة.
وتتابع رزق أنّ الطفل في لبنان غالباً لا يدرك إلى أين سيصل به هذا النمط من التعاطي مع الطعام، عندها يتراجع التركيز في الدراسة، وداخل الصف والبيت، بسبب الاكتئاب والقلق والخجل من نظرة الآخرين والأصدقاء، فالبدانة تضرّ بالصحة الجسدية والنفسية. وتضيف “من هنا يتراجع التواصل مع أصدقائه وأقاربه، ويفقد الحوار تدريجياً معهم، ومع الأساتذة، ومع الإدراة، فيلجأ إلى الإنزواء، وخصوصاً في حال تعرضه للتنمر وللكلمات المؤذية”.
وحول هذه المسألة تعلق غدار “الطفل في هذه الحالة يحتاج إلى متابعة وضعه مع معالجة نفسية، لكي يعرف كيف يتعامل مع التنمر الذي يتعرض له في الصف أو من قبل أقربائه” داعية في المقابل الأهل إلى التخفيف من الخمول لدى أطفالهم، الذين يمضون أوقاتاً طويلة على الأجهزة الإلكترونية والشاشات إن للتسلية أو للدراسة، ما يعني قضاءهم أوقاتاً طويلة جلوساً.
وفي الختام تثبت معادلات الحفاظ على وزن صحي، والتشجيع على عادات الأكل الصحية عن طريق توفير الكثير من الخضراوات والفواكه، إضافة إلى منتجات الحبوب الكاملة والحد من استهلاك السكر، فضلاً عن تجنب الدهون المشبعة وممارسة الرياضة وتجنب الخمول، حيث إن النشاط البدني المنتظم له كثير من الفوائد الصحية، تثبت مجدداً أهميتها ليس بالنسبة لجيل الشباب وكبار السن هذه المرة بل لدى براعم المستقبل. فهل يستجيب الأهل وينقذون أطفالهم من مخاطر السمنة؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
“ابتكار لبناني”.. أملٌ واعد لفاقدي البصر! | بين القوننة والأنسنة.. هل تهدّد التكنولوجيا أطفالنا؟ | لبنان غنيّ بالمياه الجوفية العذبة.. ثروة مهدورة بلا استثمار! |