انتخاب جوزيف عون لرئاسة الجمهورية: هل التعديل الدستوري ضروري؟
كتبت ناتاشا طربية لـ”Ici Beyrouth”:
أصبح الإنقسام بين الثنائي الشيعي والمعارضة أكثر حدة بعد الجلسة التي عقدت في 14 حزيران لانتخاب رئيس للجمهورية، والتي شهدت معركة “أرقام” بين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، في حين أنّ كل طرف من الأطراف المتنازعة كان مقتنعاً بإمكانية إيصال مرشّحه إلى بعبدا.
إلى ذلك لم يعد البعض يتردد بطرح احتمال ثالث يراد منه أن يكون المرشح التوافقي.
ومن ضمن الأسماء المطروحة، قائد الجيش جوزيف عون. علماً أنّ اسمه كان قد تردّد بإصرار للمرة الأولى في البرلمان خلال جلسة الانتخاب الثانية عشر.
وبالإصرار نفسه، عادت إشكالية تعديل الدستور للظهور بقوة، حيث أن انتخاب قائد الجيش بعد انتهاء ولاية ميشال عون يتطلّب تعديلاً دستورياً.
وتنصّ الفقرة الثالثة من المادة 49 من الدستور على أنه “لا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى وما يعادلها في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة وسائر الأشخاص المعنويين في القانون العام طيلة مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعلياً عن وظيفتهم أو تاريخ إحالتهم على التقاعد”. ومع ذلك، يبدو أن هذه النقطة بالذات موضع نقاش.
ماذا يقول القانون؟
جرت العادة أن أي قائد عسكري ما زال يمارس مهامه لا يستطيع الترشح للرئاسة إلا إذا تم تعديل المادة 49 من الدستور. وهذا ما حصل مع إميل لحود في العام 1998. ففي ذلك العام، أضيفت فقرة للمادة المذكورة تتيح انتخاب موظفي الفئة الأولى على رأس الدولة. وجاء في نص التعديل: “لمرة واحدة وبصورة استثنائية يجوز انتخاب رئيس الجمهورية من القضاة أو موظفي الفئة الأولى وما يعادلهم في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة”.
ولكن من ناحية أخرى، أدت حالة الطوارئ الأمنية والسياسية في العام 2008 لتولي القائد العام السابق للجيش ميشال سليمان للرئاسة، دون أي تعديل للدستور. وبالتالي هذا يعني أن هناك سابقة..
أما السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل الوضع السياسي والإقتصادي في العام 2023 يبرر إعادة السيناريو الرئاسي لعام 2008 أم لا؟
هو سؤال لا بد وأنه لازم ذهن المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان خلال لقائه جوزيف عون.
مواضيع ذات صلة :
 عون يوقّع اتفاقية تعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر |  التمديد خطيئة.. التعيين جريمة العصر |  رئيسٌ في آذار؟ هذا اسمه… |
