تيمور جنبلاط رئيساً للحزب التقدمي الاشتراكي.. توريث سياسي بنكهة جديدة
في المعلومات يحمل تيمور جنبلاط نظرة مغايرة عن والده لناحية الاستحقاقات الدستورية، إذ ينقل بعض المحيطين به معارضته الشديدة لبعض توجهات والده في الآونة الاخيرة
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
اعتباراً من الأمس تولى تيمور جنبلاط رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي، وأصبح بذلك الرئيس الثالث للحزب وقد نال المنصب بعد عملية “انتخابية” أرادها الوالد وليد جنبلاط على حياته وأمام أعينه، على عكس الطريقة التي تولى فيها رئاسة الحزب، عقب اغتيال كمال جنبلاط. هذه الانتخابات التي لم تشكل أي مفاجأة على الساحة السياسية، تبقى محط أنظار الجميع لا سيما لناحية الأسلوب الذي سيتبعه الخلف في المواضيع السياسية المهمة.
وقد وصف مصدر متابع لـ “هنا لبنان” انتخابات الحزب التقدمي الاشتراكي بالاستحقاق التوريثي الصرف، معتبراً أن ما جرى بالأمس كان انتخابات تزكية بامتياز، لا سيما وأنّ المعلومات تحدثت عن تدخلات حصلت عشية الانتخابات أفضت إلى انسحاب عدد من المرشحين، ما كرس عملية التوريث السياسي في هذا الاستحقاق الاشتراكي.
إلّا أنّ السؤال الأبرز ماذا سيتغير في سياسة الحزب التقدمي الاشتراكي ما بين الأب والابن؟ هنا تؤكد المعلومات بأن نظرة تيمور جنبلاط مغايرة عن والده لناحية الاستحقاقات الدستورية، إذ ينقل بعض المحيطين به معارضته الشديدة لبعض توجهات والده في الآونة الاخيرة، لا سيما لناحية انتخاب نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي لولاية جديدة أو أن يكلف نجيب ميقاتي في تشكيل الحكومة الحالية، وعليه في الاستحقاق الرئاسي لم تتطابق وجهات النظر بينهما على أكمل وجه، بل كان هناك فرق في أداء الطرفين وهذا ما سيتبلور في المحطات المقبلة، لا سيما وأنّ تيمور كوّن صداقات مع بعض رؤساء الأحزاب ويلتقون باستمرار وفي طليعتهم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي كان أول المهنئين له.
اما في ما يتعلق بالموقف من حزب الله، أكدت المصادر أن هذا الموقف لن يتغير على الإطلاق ما بين الأب والابن، فالمحافظة على أمن الجبل أولوية لدى القيادتين.
ورداً على سؤال حول إمكانية إجراء تيمور لنفضة سريعة في الحزب، أكدت المصادر أن جنبلاط الأب أراد أن يحضر بعض الحرس القديم لأنهم لم يعودوا في صفوف مجلس القيادة وتحولوا إلى محازبين قدامى دون أن يكون لهم دور.
ولن تقف مهمة تيمور عند هذا الحد، على حد تعبير المصادر، بل سيعمل على فتح الخطوط التي كانت مقطوعة مع والده، لا سيما مع سوريا، عقب عودتها إلى جامعة الدول العربية، وعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.
إذاً، العين اليوم على ما سيقوم به تيمور بعد أن تولى رئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي، و”النفضة” المنتظرة داخل الحزب، بإشراف ورعاية الوالد طبعاً. ويبقى السؤال الأبرز، هل ستكون رادارات تيمور شبيهة برادارات والده لناحية التغييرات السياسية في المنطقة ولبنان؟ الإجابة عن هذا السؤال تبقى رهن الأيام والسنين المقبلة وطريقة عمل تيمور السياسية.