هل تستدرج “خيمتا المزارع” لحرب بين الحزب وإسرائيل؟
أقدم الحزب على نصب خيمتين في منطقة بسطرة مقابل مزارع شبعا، ومع أن وحود الخيمتين رمزي وليس عسكرياً بهدف التجسس فقد أزعج وجودها الإسرائيلي الذي سوّق إعلامياً أنّ الحزب عمد إلى إزالتها
كتبت ريمان ضو لـ “هنا لبنان”:
ارتفعت في اليومين الأخيرين، حدة التوتر على الحدود الجنوبية وتحديداً جبهة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة، مع نصب حزب الله خيمتين، في منطقة بسطرة مقابل مزارع شبعا المحتلة، بعمق أكثر من ثلاثين متراً خلف خط الانسحاب من الجانب الذي تحتله إسرائيل بعد رفض حزب الله إزالتهما رغم الضغوط الإسرائيلية والدولية.
وقد عمدت إسرائيل في اليومين الماضيين إلى نشر أخبار تفيد بأن حزب الله عمد إلى إزالة إحدى الخيميتين، إلا أن مصادر متابعة أكدت لموقع “هنا لبنان” أن الخيمتين ما زالتا موجودتين.
وتشير مصادر قريبة من حزب الله لموقع “هنا لبنان” إلى أنّه “يتصرف على أساس أنّ هذه الأراضي لبنانية، انطلاقًا من أن لبنان الرسمي لا يعترف أصلاً بخط الانسحاب أو ما يسمى بالخط الأزرق”، ة.
وتقول المصادر إن “إسرائيل لجأت إلى الضغط على حزب الله وعلى الحكومة اللبنانية عبر القنوات الديبلوماسية والأممية لإزالة الخيمتين، مستبعدة أن يرضخ الحزب لهذه التهديدات والضغوطات، وقد أبلغ حزب الله عبر اليونيفيل ذلك لإسرائيل”.
اليونيفيل من جهتها، تؤكد أنها تواصل اتصالاتها مع الطرفين اللبناني والإسرائيلي، عبر قائدها العام اللواء ارولدو لاثارو وهو أجرى اتصالات على أعلى المستويات من ضمنها قيادة الجيش ورئيس الحكومة، للحفاظ على التهدئة ومنع تدهور الأمور انطلاقاً من أي وجود أو نشاط غير مصرح به بالقرب من الخط الأزرق هو مصدر قلق ويمكن أن يزيد التوتر وسوء الفهم.
رئيس هيئة أبناء العرقوب د. محمد حمدان يشرح لموقع “هنا لبنان” أن الخيمتين موجودتان في الأراضي اللبنانية المحررة أي خارج السياج الشائك الذي وضعته إسرائيل، في مزرعة بسطرة المحررة منذ العام 2000، إلا أنّ إسرائيل تعتبر أنهما داخل الخط الأزرق، الذي يتحفظ لبنان الرسمي عليه، ولا يعترف به في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وأوضح أن الخط الأزرق يمر بالأراضي المحررة، وهناك مسافة بين السياج التقني الذي تضعه إسرائيل وما سمي بالخط الأزرق.
وبرأي حمدان، فإن وجود الخيمتين رمزي، فاذا أراد حزب الله التجسس على إسرائيل فهو ليس بحاجة إلى خيمة.
أما سبب الضغط الإسرائيلي، فيعود إلى ضغط المعارضة والإعلام الإسرائيلي على الحكومة واتهامها بالتراجع أمام حزب الله وفي غزة، وأمام أي مواجهة، وتقديم تنازلات.
ويذكر بما قامت به إسرائيل عندما حاولت جرف السياج ونقله من مكان إلى آخر داخل الأراضي اللبنانية المحررة، وحين واجه المزارع اللبناني الجرافة الإسرائيلية ومنعها من ذلك.
ويكشف أن إسرائيل هددت باللجوء إلى القوة لإزالة الخيم، إلا أن جواب حزب الله كان بأن إزالة الخيمتين بالقوة يعني إعلان حرب، وسيكون الرد قاسياً. كما أن الوفد العسكري اللبناني أبلغ الجانب الإسرائيلي في الاجتماعات الثلاثية التي تعقد في الناقورة الجواب نفسه.
ويشرح أنه إذا تجرأ الإسرائيلي على إزالة الخيمتين يكون بذلك قد دخل الأراضي اللبنانية، وبالتالي أي رد عليه يكون مشروعاً، مستبعدأ أن يقدم الإسرائيلي على أي مغامرة عسكرية لأن الحرب قد تتطور.
في المقابل، يشير الخبير العسكري العميد ناجي ملاعب في حديثه إلى موقع “هنا لبنان” إلى أن وجود الخيمتين رمزي في تلك المنطقة أكثر منه عسكري، ومن غير المنتظر إقدام إسرائيل أو حزب الله على أي عملية عسكرية، ويشرح أنّ إيران لن تحرك حالياً أي جبهة ضد إسرائيل، طالما أن المفاوضات مع الأميركيين لا زالت ضمن الإيجابي وليس السلبي، إلا أن إسرائيل اليوم ممتعضة من هذا التوافق، وبالتالي إذا كان في غير صالحها، خصوصاً أننا في ظل حكومة يمينية متطرفة، فيمكن أن تقدم على عمل محدود. فكما استفردت بغزة وجنين، وتستمر بعدوانها على سوريا، يمكن أن تلجأ إلى الرد في الجنوب اللبناني إذا ما تعرضت لأي “اعتداء”، وأن يكون الرد قاسياً.
ويضيف ملاعب أن “خطر تحريك الجبهة الجنوبية هو بما قد يصدر من الجنوب اللبناني، وحزب الله لن يقدم على أي عمل إضافي، لكن إذا قامت الفصائل الفلسطينية المتواجدة هناك بأي عمل أمني فقد يكون الرد الإسرائيلي قاسياً”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
المحكمة العسكرية ضحية “الكيدية” | مسؤولون لبنانيون للوفود الديبلوماسية: الأولوية للترسيم البري بدل الالتهاء بالقرار 1701 | أونصات مزورة في السوق اللبناني… والقضاء يتحرك |