تحرك لبناني ضد الاحتلال الإسرائيلي لبلدة الغجر… والحدود مع فلسطين المحتلة مرسّمة منذ العام 1923
ينص القرار 1701 بأن يكون الخط الأزرق هو خط الانسحاب الإسرائيلي الذي يمر في وسط بلدة الغجر ويشطرها إلى شطرين جنوبي وشمالي، بحيث أن الشطر الشمالي هو أرض لبنانية ومجرد إقامة إسرائيل السياج حول الشطر الشمالي من البلدة هو اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية.
كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان”:
أقدمت إسرائيل على إقامة سياج حول الشطر الشمالي من بلدة الغجر فولّدت واقعاً مقلقاً لأن ذلك شكّل اعتداءً على أرض لا جدال حول لبنانيتها.
وأمام هذا الواقع تحركت الدولة اللبنانية عبر قنواتها العسكرية والدبلوماسية لإيجاد حل يعالج هذا الوضع الناشئ، وإزالة إسرائيل السياج وإعادة الوضع إلى ما كان عليه في كل نطاق البلدة الواقع شمال الخط الأزرق.
وفي هذا الإطار أكدت مصادر مطلعة لموقع “هنا لبنان” أن بقاء الوضع على ما هو عليه الآن يضع هذا الشطر من البلدة تحت سلطة الاحتلال وينشئ حالة مواجهة وعدم استقرار وحالة احتلال لا يمكن أن يقبل بها لبنان بأي شكل من الأشكال خصوصاً أن ذلك يشكّل خرقاً فاضحاً وخطيراً، يُضاف إلى الخروقات الإسرائيلية اليومية والمستمرة للسيادة اللبنانية.
وتؤكد المصادر أن هذا الاحتلال المستجد ينتهك مندرجات القرار 1701 الذي يقضي بأن يكون الخط الأزرق هو خط الانسحاب الإسرائيلي الذي يمر في وسط بلدة الغجر ويشطرها إلى شطرين جنوبي وشمالي، بحيث أن الشطر الشمالي هو أرض لبنانية ومجرد إقامة إسرائيل السياج حول الشطر الشمالي من البلدة هو اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية.
وبحسب المعلومات فإن اليونيفيل تسعى لإيجاد حل لهذه المسألة عبر قنوات تواصلها مع الجهتين اللبنانية والإسرائيلية خصوصاً أن طبيعة الخرق واضحة ولا مجال للنقاش حولها. وعلى المجتمع الدولي بحسب المصادر إرغام إسرائيل على نزع هذا السياج الذي يشكل احتلالاً لأرض لبنانية.
تساؤلات عديدة تراكمت حول ضبابية المواقف من “الجزء اللبناني” من قرية الغجر منذ الانسحاب الإسرائيلي في عام 2000، والتأكيد على الحدود اللبنانية بعد عام 2006 بعد صدور القرار الدولي 1701، في ظل إهمال كامل من جانب الدولة اللبنانية للحدود البرية، منذ عام 1923.
إذ أنّ بلدة الغجر الواقعة على السفح الغربي لجبل الشيخ، احتلتها إسرائيل في عام 1967، ويسكنها مواطنون سوريون، وقد اعتبرتها ضمن الجولان المحتل، وكانت في حينه قرية صغيرة، إلا أن سكانها استغلّوا وجود المنطقة تحت الاحتلال الإسرائيلي وتوسعوا إلى أراضٍ تابعة لبلدة الماري، بحيث أصبح ثلثا المنازل ضمن الأراضي اللبنانية.
وفي عام 1982 منحت إسرائيل جنسيتها لأهالي الغجر. وبعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000، تبين أن السكان تمددوا منها إلى داخل الأراضي اللبنانية المعروفة الآن باسم الجزء الشمالي من بلدة الغجر و لبنان لم يستعد سيادته إلا على تخوم القرية، قبل أن تعاود إسرائيل احتلالها مرة أخرى خلال حرب تموز 2006 بحيث حدد خط الانسحاب الازرق الشطر اللبناني من هذه البلدة. وهي النقطة التي تحمل تسمية”B14″ ، وتضم الغجر المأهولة، والمنطقة الواسعة المحيطة بها، ومساحتها 787400 متر مربع، ومن ضمنها المساحة المأهولة 192300 متر مربع، أما المساحة غير المأهولة فتبلغ 595100 متر مربع. وتقع البلدة مع الأراضي المحتلة الملحقة بها، على حافة طريق في لبنان يمتد من بلدة الماري في جنوب شرقي لبنان، إلى بلدة العباسية.
وشددت المصادر على أن الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة مرسّمة منذ العام 1923 في اتفاقية “بوليه-نيوكومب” وثم من خلال اتّفاقية الهدنة في عام 1949، وبالتالي لا يمكن الحديث اليوم عن ترسيم الحدود البرية لأن حدود لبنان مرسّمة ومودعة لدى الأمم المتحدة. وما يجب الحديث عنه اليوم هو “تعليم” الحدود وإزالة التعديات الإسرائيلية عن الأراضي اللبنانية.
وتلفت المصادر إلى أن الإشكالية تكمن في “خط الانسحاب” المتعارف عليه بالخط الأزرق والذي تم تحديده في عام 2000 وفق إحداثيات لم تتطابق مع الإحداثيات الرسمية الواضحة للحدود البرية المسجلة لدى الأمم المتحدة. وقد سجل لبنان اعتراضه على 13 منطقة خلافية على الحدود مع إسرائيل، وتبلغ مساحتها 485 ألف متر مربع، 7 منها هناك توافق على كيفية حلها، و6 منها لم يتم التوافق على كيفية معالجتها حتى الآن.
وما تستغربه المصادر اليوم هو أن بناء سياج اسمنتي حول بلدة الغجر يتطلب إنجازه أسابيع فيما المواقف اللبنانية توحي وكأن إسرائيل فاجأتهم بهذا الإحتلال.
لا شك أن ما يحدث اليوم على الحدود يثير الكثير من القلق لدى الداخل والخارج ويقضي بأن تتخذ الدولة اللبنانية الخطوات الجدية وبالإصرار والزخم اللازم لإزالة الاحتلال وصون الاستقرار على الحدود الجنوبية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
حراك دبلوماسي تجاه لبنان مستفسراً ومحذّراً… | هل تقرّ موازنة 2024 والزيادات الضريبية بمرسوم حكومي؟ | ﻣﻌﺮض ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب 2023: رسالة صمود وتكريس لدور لبنان الثقافي |