حجر على قبر المبادرة الفرنسية


أخبار بارزة, خاص 19 تموز, 2023
المبادرة الفرنسية

وضع اجتماع الدوحة خريطة طريق رئاسية، لا تشبه المبادرة الفرنسية، هذا إذا لم تكن النقيض لها، ومن باب تأكيد المؤكد أن المواصفات الرئاسية التي تضمنها بيان الخماسية لا ينطبق إلا على من تتوفر فيه الرغبة والقدرة على تحمل مسؤولية مشروع إنقاذي


كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

بصدور بيان اللجنة الخماسية التي اجتمعت في قطر، تكون المبادرة الفرنسية بنسختها الأصلية والمحدثة، قد لفظت أنفاسها الأخيرة، بعد أن أجهزت اللجنة الخماسية على جوهر هذه المبادرة، المتمثل بترشيح سليمان فرنجية، وبعد أن وضعت يدها على طرح الحوار الذي نقلته فرنسا عن حزب الله، وتبنته كأنها وسيط محايد.
لم يعد أمام باتريك دوريل، إلّا أن يقر، بأن اللعب على حافة البزنس مع حزب الله، كان مؤذياً لصورة فرنسا، وليس فقط لمصالحها. فها هي الدولة الصديقة للبنان، تتعثر في المنطقة التي لا يفترض بدولة كفرنسا أن تتعثر فيها، والسبب، سياسات المصالح المغلفة بالواقعية المزيفة.
لم تستخلص إدارة ماكرون الدرس من الزيارتين اللتين قام بهما الرئيس الفرنسي للبنان بعد انفجار المرفأ. لقد بدت فرنسا وكأنها تضع كل هيبتها في سلة فارغة، فلا التعهد بتشكيل حكومة مصطفى أديب التي لم تولد، تم احترامه، ولا المدى الزمني الذي وضعه الرئيس الفرنسي تم الالتزام به، وما تبقى كان عبارة عن دبلوماسية تتغطى بالواقعية، وهي نفسها التي أنتجت مبادرة فرنجية- نواف سلام، لتعود وتلاقي الفشل الذريع، بتوقيع من اللجنة الخماسية التي باتت تشارك فيها فرنسا كمراقب، وليس كحامل لمبادرة متكاملة.
بعد اجتماع قطر فقدت الدبلوماسية الفرنسية حرية الحركة، فالاجتماع أنتج أكثر من مجرد بيان، إذ ذهب إلى إنذار من يجب إنذاره بالاستعداد لوضع عقوبات على كل من يعرقل انتخاب الرئيس ويتسبب بالفراغ. لقد وضع اجتماع الدوحة خريطة طريق رئاسية، لا تشبه المبادرة الفرنسية، هذا إذا لم تكن النقيض لها، ومن باب تأكيد المؤكد أن المواصفات الرئاسية التي تضمنها بيان الخماسية لا ينطبق إلا على من تتوفر فيه الرغبة والقدرة على تحمل مسؤولية مشروع إنقاذي، ومن هنا كان الترشيح المصري لقائد الجيش العماد جوزيف عون.
صارحت السعودية فرنسا، بأن تبنيها لـ “حوار حزب الله” غير مقبول، فالحزب يريد تغيير اتفاق الطائف. وتذمرت الولايات المتحدة الأميركية من الجنوح الفرنسي إلى التنسيق مع إيران ومع حزب الله، وإلى التسليم بأن الحل في لبنان لا يمر إلا عبر حزب الله، وتحرك الطرفان في اجتماع الدوحة، الهدف منه إفهام الفرنسيين، بأن إدارتهم للملف اللبناني بهذه الطريقة، لم تعد مقبولة، وبأن الأوان قد آن، للانتقال إلى ترتيب دينامية تشمل كل أنواع الأدوات التي يمكن أن تسرع في انتخاب الرئيس، والبدء بعملية الإصلاح. من هذه الأدوات العقوبات التي تنتظر المعطلين، والممتنعين عن تحديد جلسة لانتخاب الرئيس.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us