العرب يستثمرون في ثقافة الحياة.. ولبنان يستثمر في ثقافة الموت
كان يمكن للبنان أن يكون دولة تشبه تلك الدول، ولكنه محكوم ممّن لا يقيمون للحياة وزناً ويدعون للموت ليل نهار، محكوم ممّن يكرهون الحرية ويقدّسون الظلامية.
كتب بسّام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
كانت لافتة زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وما كان لافتاً أكثر فيها حجم الاستثمارات المتبادلة وقد بلغت مع دولة الإمارات فقط ٥٠ مليار و٧٠٠ مليون دولار.
تلك الدول تحكمها شخصيات تعرف مصالح شعوبها وتعرف أنّ التطور والانفتاح هو السبيل الوحيد لبناء اقتصاد قوي ومستقبل للأجيال الواعدة وأنّ كلّ ذلك لن يتحقق إن لم يكن الاستقرار عنواناً وهذا هو حال هذه الدول.
كان يمكن للبنان أن يكون دولة تشبه تلك الدول، ومن المؤكد أن اللبنانيين يريدون أن يكون بلدهم ساحة للاستثمار بمليارات الدولارات وأن يشهد تطوراً في مختلف المجالات وأن يساهم الانفتاح على كل دول العالم بتعزيز اقتصاده وأن يتوّج كل ذلك باستقرار ثابت ومتين.
كل ذلك مع الأسف لم ولن يتحقق، لأنّ لبنان محكوم من قبل من لا يتقن سوى لغة وفعل الحرب والدمار والقتل والدماء، محكوم من قبل من يرى في الاستقرار مؤامرة، وفي الازدهار خيانة، وفي الانفتاح عمالة.
محكوم ممّن لا يقيمون للحياة وزناً ويدعون للموت ليل نهار، محكوم ممّن يكرهون الحرية ويقدّسون الظلامية.
هكذا هو لبنان مع هؤلاء وهكذا سيبقى إن بقوا يمسكون بالبلاد والعباد، يفرضون علينا خيارات في الحياة لا نرغبها، يمنّنوننا ببعض فترات الهدوء، يزوّرون التاريخ والجغرافيا، ينتهكون القانون والدستور ويقودون البلاد إلى الهاوية ويدمرون مؤسسات الدولة ويستبيحون أرضها وحدودها ومياهها وكل ما فيها من خيرات وثروات.
هؤلاء لن يتغيروا ولن يتبدلوا لأنّ ما يقومون به ليس تصرفاً أرعن بل هو نهج وسياسة، هو قناعة وفكر وهنا تكمن الخطورة القصوى، فعدوى التدمير هذه أصبح يبشّر بها من كان يفترض أن يكونوا في مقلب آخر ولكن مصلحة آنية جمعتهم مع كارهي الحياة فأضحى استئصال هذا المرض أكثر صعوبة لأنه انتشر في جزء من القلب الذي عشق الحياة والحرية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل | رابطة الدم في الجيش أقوى من كل الروابط |