على وقع الطقس الحار، أسبوع ساخن سياسياً ومالياً.. ولكن دون أفق!
جملة تطورات ومستجدات ستشهدها الساحة السياسية والمالية اللبنانية، بدءًا من انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان في 31 تموز وصولاً إلى ما ستحمله زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان من جديد، عدا عن ملف النزوح السوري وعقوبات الاتحاد الأوروبي على معرقلي انتخاب رئيس للبلاد وما يجري عند الحدود الجنوبية..
كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:
على مشارف الأسبوع الأخير لشهر تموز الحار جملة تطورات ومستجدات ستشهدها الساحة السياسية والمالية اللبنانية، بدءًا من انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان في 31 تموز وما سيتحدث عنه خلال مقابلته المتلفزة الأربعاء، وتلويح نوابه بالاستقالة وسط اتصالات لتدارك تبعاتها الخطيرة مما سيتسبب بأزمة تضاف إلى الأزمات والتعثر القائم على كافة الأصعدة سياسياً ومالياً واقتصادياً، وصولاً إلى ما ستحمله زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان من جديد على الصعيد الرئاسي بعد تقديمه التقرير الذي أعده عقب اجتماع المجموعة الخماسية بشأن لبنان في قطر وزيارته إلى المملكة العربية السعودية واتصالاته الدولية والإقليمية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزيرة الخارجية كاترين كولونا، ولا يمكن الغياب عن ملفات ساخنة أخرى أبرزها ملف النزوح السوري وعقوبات الاتحاد الأوروبي على معرقلي انتخاب رئيس للبلاد وما يجري عند الحدود الجنوبية لجهة بلدة الغجر وما يجري في كفرشوبا بعيد اجتماع مجلس الأمن وتقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول التزام لبنان بالقرار ١٧٠١.
مشهد حبس الأنفاس سيطبع الأسبوع الطالع مع تعثر إيجاد الحلول المناسبة لمعضلة حاكمية مصرف لبنان والفراغ الرئاسي، إذ أكدت مصادر سياسية متابعة لموقع “هنا لبنان” أن لا جديد على صعيد الحراك القطري بعد استضافة الدوحة لاجتماع اللجنة الخماسية للضغط باتجاه ايجاد مخرج ما للفراغ الرئاسي مع الاقتناع القطري وكذلك الأميركي بإسم قائد الجيش جوزيف عون، كما لم يزر لبنان أي موفد أمني بحسب ما أشيع فيما المستجد فقط هو تعيين سفير قطري جديد في لبنان وسيقوم فور تسلمه مهامه بجولة على القيادات اللبنانية. أما زيارة لودريان إلى لبنان التي ستكون مهامها صعبة على الرغم من إصرار فرنسا والتباينات بين الدول الخمس، ستتمحور حول ما جاء في بيان اللجنة الخماسية بعد أن غابت عن بنوده مسألة الحوار والمبادرة الفرنسية وأي مبادرة جديدة حيال الاستحقاق الرئاسي، وخروجه عن المعتاد في مخاطبة المسؤولين في لبنان لا سيما المعطلين منهم لجهة التلويح بإجراءات بحق المعرقلين للاستحقاق الرئاسي وأهمية التزام النواب بمسؤولياتهم وانتخاب رئيس جديد للبلاد.
وأكدت مصادر ديبلوماسية غربية رفيعة لموقع “هنا لبنان” أن الاتفاق بين القوى المسيحية نقطة إيجابية يمكن البناء عليها للمرحلة المقبلة من أجل إعادة الدعوة إلى جلسات لانتخاب الرئيس واعتبرت المصادر أن عدم الدعوة إلى جلسات متتالية لأنّ مسألة تطيير النصاب أمر مخالف للدستور وكذلك الدعوات إلى الحوار خارج إطار مجلس النواب، والحل برأي هذه المصادر يكمن في تحرك للدستوريين في لبنان وتذكير المسؤولين والمعنيين بماهية الدستور وأهمية تطبيقه، مشيرة إلى أن المرجعيات الروحية تلعب دوراً مهماً على صعيد تقريب وجهات النظر والحوار بين جميع القوى في ظل التشنج الحاصل في ملف الرئاسة وانعدام فرص النجاح وتمسك كل فريق بمرشحه. ورأت هذه المصادر أن الملف يحتاج إلى محرك داخلي وخارجي في نفس الوقت، داخلياً يجب التركيز على برنامج المرشح وليس على اسمه وتكريس مبدأ التنافس في عملية الانتخاب وهذا ما تدعو إليه كافة الدول المعنية بالملف اللبناني إضافة إلى تقليص الانقسامات الداخلية بين القوى المعارضة والممانعة، أما المحرك الخارجي فيتمثل بالمشاورات القائمة بين أعضاء المجموعة الخماسية لا سيما بين السعودية وقطر وفرنسا وأميركا ومصر من جهة، إضافة إلى التواصل مع إيران ولو بشكل غير مباشر، وتربط المصادر بين إيجاد حل لملف اليمن وانعكاسه على الملف اللبناني وملفات المنطقة.
وعن قضية النزوح السوري فترى المصادر الدبلوماسية صعوبة في إيجاد مخرج سريع، وتقول: “لا أفق للحل في الوقت الراهن لكن يجب معالجة الملف عبر مراحل متتالية تبدأ بتصنيف الموجودين بين عمال ونازحين، وتحديد السوريين الذين يمكن إستيعابهم في لبنان وقوننة أوضاعهم في حال أرادوا العمل وهذا بيد وزارة العمل والداخلية والخارجية لأن لبنان تاريخياً يحتاج إلى اليد السورية العاملة على أن تتم معالجة الملف بشكل كامل عقب إيجاد الحل السياسي”. وتشير مصادر معنية بملف النازحين لموقعنا أن الإشكالية الأساسية تقع على عاتق الدول المانحة التي تقوم بالضغط على مفوضية اللاجئين UNHCR لعدم القبول بلجنة ثلاثية، لكن لبنان وبحسب القانون يمكن أن يشكل لجنة ثنائية مع الجانب السوري ويباشر بالعمل بشكل فوري على ملف النزوح.
الحراك هذا الأسبوع باتجاه الملفات التي ذكرناها قد يحرك الجمود الحاصل لكنه لن يغير في المشهد اللبناني الذي يحتاج إلى معجزات وتوافقات قد تتأخر إلى ما بعد فصل الصيف.
