بحجّة إخراج الجنّ.. “دجّال'” يعتدي على النساء

تفاصيل قرار قضائي بحقّ شخص يدعي أنّه شيخ روحاني ليوقع بالنساء ويعتدي عليهن..

كتب يوسف دياب لـ”هنا لبنان”:

وجهٌ جديد من أوجه خداع النساء والفتيات والإيقاع بهنّ والاعتداء عليهنّ جنسياً، كشفه قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي، وبطل العملية هذه المرّة السوري منذر عبد الرزاق المصطفى، الذي يزعم أنه شيخ روحاني قادر على معالجة الاضطرابات النفسيّة وإخراج الجنّ الذي يسكن في أحشاء النساء، وتمكّن من الإيقاع بسيّدة وطفلتها محاولاً اغتصابهما بعد إعطائهما مادة منومة لينجح بتنفيذ جريمته الخبيثة.

تفاصيل هذه الواقعة الخطيرة، والتي ربما حصلت مع فتيات أخريات من دون كشفها، وردت في متن القرار الظنّي الذي أصدره القاضي الدغيدي، بعد جلسات تحقيق أجراها مع الجاني وعلى أثر الاستماع إلى المجني عليهما والشهود.
وأفادت وقائع القرار أنّ “المدعية “ريما. غ” تعاني من بعض الاضطرابات النفسيّة، فنصحها أحد الأشخاص بأن تلجأ للمعالجة الروحانية وأرشدها إلى المدّعى عليه والذي كان يقدّم نفسه على أنه من المشايخ الأشراف، وبالفعل ونتيجة لحالتها النفسية توجهت إلى منزل الشيخ المزعوم برفقة أولادها، ولدى وصولها إلى منزله قام بتحضير سائل عبارة عن بودرة بيضاء وزيت ومياه وخلطها وطلب منها أن تشربه فلبّت الطلب وعلى الفور شعرت بالغثيان، ثمّ طلب منها أن تستلقي على السرير وبدأ يرشّ مادة على بطنها ويقرأ ويتمتم بكلمات موهماً إياها بأنه يخرج الشياطين من جسمها وأعضائها”.

ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، إذ أقدم الشيخ المزعوم وفق مضمون القرار القضائي، على “وضع يده على الأماكن الحسّاسة في جسم المدعية ممسكاً إياها بقوة وحين امتعضت من تصرفاته، حاول تهدئتها وطمأنتها، وطلب منها ألّا تخاف فالجنّ موجود بداخلها ولا بدّ أن تبصر لإخراجه، ودعاها إلى النوم والاسترخاء، وهنا سارع إلى إدخال اصبعه في فرجها فأحسّت بالألم، ثمّ عمد إلى تقبيلها على خدودها وفمها ومغازلتها، ولما مانعته تذرّع بأن ذلك مردّه إلى اضطراره للنفخ في فمها من أجل الرقيّة، سيّما وأنها كانت تحس بالدوار منذ أن شربت المحلول الذي حضّره لها، عندها انتفضت عن السرير وأنقدته مبلغ 50 دولاراً أميركياً إلا أنه طلب المزيد فزادت المبلغ إلى 100 دولار أميركي وغادرت منزله على عجل”.

لدى خروج المدعية “ريما. غ” من الغرفة كانت بحالة تعب شديد، شاهد الشيخ المزيّف ابنتها القاصر ابنة الـ 13 عاماً التي كانت تنتظرها في الخارج فعرض عليها تحصينها، وبالفعل ألقاها على السرير وحاول نزع سروالها ومداعبتها، فطلبت منه التوقف فوراً، وعلى الأثر سارعت السيّدة إلى تقديم شكوى بحقّ الشيخ المزعوم، فجرى توقيفه وإخضاعه للتحقيق، وأفاد بأنه يمارس الطقوس والرقية الشرعية، وأنّ أحد الأشخاص طلب منه أن يستقبل المدعية “ريما. غ” لمعالجتها، فرفض بداية كونها لبنانية وقد لا تلتزم بالطقوس وأنه عاد واستقبلها برفقة ابنتها القاصر، وأعطاها محلولاً وشربته وأحست بالإعياء وراجعت واستلقت على السرير ولامسها في جسدها إلا أنه لم يلمس فرجها أو صدرها، وحين شاهد ابنتها طلب منها أن يقوم برقيتها ونفى إقدامه على ملامستها بأماكن حميمة”.

القاضي الدغيدي اعتبر في حيثيات قراره، أنه “ثابت من الوقائع المبينة أعلاه الموثقة بالأدلة المؤيدة لها أن المدعى عليه منذر المصطفى، أقدم على تقديم نفسه على أنه معالج روحاني وشيخ يتوسل الآيات القرآنية للمعالجة واستدرج المدعية وابنتها القاصر، وأقدم على تقديم شراب للأم لتنام وتفقد التركيز ومن ثّم أقدم على ملامسة جسدها في مواضع حميمة وعمل على إدخال أصابعه في فرجها وقد أحست بالألم وبدأ بتقبيلها على خدودها وفمها وغازلها ولما مانعته تحجج بأن ذلك مرده إلى اضطراره للنفخ من أجل الرقية الشرعية مستعملاً ضروب الحيلة ومستغلاً الحالة النفسية التي تمر بها وأنه عاد وتحرش بالفتاة القاصر ولامسها في أماكن حميمة“.

وخلص قاضي التحقيق زياد الدغيدي، إلى الظنّ بالمدعى عليه منذر المصطفى، واتهمه بارتكاب أفعال منافية للحشمة بحق المدعية وابنتها القاصر، واعتبر أن أفعاله تنطبق على الجنايتين المنصوص عنهما في المادتين /508/ و/509/ من قانون العقوبات، التي تنص على الأشغال الشاقة حتى 15 سنة، وأحاله على محكمة الجنايات في جبل لبنان لمحاكمته، كما ردّ قاضي التحقيق طلب إخلاء السبيل الذي تقدّم به المدعى عليه، وسلّم الملف إلى النيابة العامة لإيداعه المرجع الصالح.

مواضيع مماثلة للكاتب:

سجناء أنصفتهم الحرب!

توقيف “عميل” زوّد “الموساد” بمعلومات عن “الحزب”

وكلاء سلامة مرتاحون لمسار التحقيق.. رُبّ ضارّة نافعة