شاوول مرشداً أعلى لحاكمية مصرف لبنان!
السؤال الذي يطرح على المرشد شاوول اليوم: لماذا لم تقل لوزير المال يوم كنت مستشاره، ما تقوله اليوم لنواب الحاكم؟ ولماذا لم تدعُ في تلك المرحلة إلى تطبيق قانون النقد والتسليف، ولماذا لم تهمس في أذن من عيّنك في الوفد المفاوض مع صندوق النقد بأنّ مصرف لبنان ليس صندوقاً لتمويل سياسات الدعم الفاشلة والتي ذهبت هدراً في عمليات التهريب.
كتب طوني سكر لـ”هنا لبنان”:
أطلّ علينا عشية انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الاقتصادي هنري شاوول، برسالة إرشاد وتحذير لنواب الحاكم.
ولمن لا يعرف من هو شاوول، فهو كان مستشار وزير المالية يوم قررت الحكومة وقف دفع لبنان لسندات اليوروبوند، وبالتالي فهل يحقّ لمن ساهم وشارك في وصولنا إلى هذا الجحيم أن يوزّع النصائح يمنة ويساراً؟
كذلك كان شاوول من بين وفد “الإختصاصيين” أو بالأحرى “المستشارين”، الذين قادوا عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وهذه العمليات كان من المفترض أن تودي بنا إلى اتفاق مع الصندوق خلال أيام أو أسابيع على أبعد تقدير.
غير أنّ شاوول الآتي من فشل كبير راكمه في وزارة المال، استقال بعد 4 أشهر من المفاوضات من منصبه محاولاً وضع نفسه في خانة الأبطال، فالأخير برّر الاستقالة بالقول بأنّه “لم يلمس إرادة حقيقية للإصلاح”، في وقت لم يعترض فيه على إصلاحات الكهرباء وسائر القطاعات التي يستوطن فيها الهدر.
الاعتراض الوحيد الذي سجّله كان على ملف هيكلة المصارف، فالخطّة كانت تدفع إلى تحميل المودعين والقطاع الخاص والمصارف كلّ خسائر الدولة مع إعطاء ٥ تراخيص لمصارف جديدة وما أدراكم من وراء هذه المصارف!
وشاوول كان شريكاً أيضاً، في إفلاس إحدى شركات النائب ميشال ضاهر، التي كان يديرها، إذ تمكّن من التهرّب من دفع مستحقات العملاء.
و”شاوول الإصلاحي”، معاقب أيضاً من العمل في بورصة نيويورك وذلك بقرار صدر عام 2017 عن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، وهي وكالة تابعة للحكومة الاتحادية في الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولة عن تنفيذ القوانين الفدرالية للأوراق المالية الالكترونية.
شاوول الذي استدار وترك المفاوضات في بدايتها محاولاً إظهار نفسه كبطل قومي تهمّه مصالح الوطن والمواطن، ها هو اليوم يطلّ علينا مجدداً منصّباً نفسه مرشداً أعلى على شؤون حاكمية مصرف لبنان، فعلى ما يبدو أنّ “الفارس” الإصلاحي البطل يحاول في هذه المرحلة لعب دور الشمعة التي تضيء الظلام الذي نعيشه، وهو بذلك يطمح ربما لتبييض ماضيه المليء بالفشل والانسحابات، لتكليل نفسه حاكماً جديداً من بعد انتهاء ولاية رياض سلامة.
والسؤال الذي يطرح على المرشد شاوول اليوم: لماذا لم تقل لوزير المال يوم كنت مستشاره، ما تقوله اليوم لنواب الحاكم؟ ولماذا لم تدعُ في تلك المرحلة إلى تطبيق قانون النقد والتسليف، ولماذا لم تهمس في أذن من عيّنك في الوفد المفاوض مع صندوق النقد بأنّ مصرف لبنان ليس صندوقاً لتمويل سياسات الدعم الفاشلة والتي ذهبت هدراً في عمليات التهريب؟
شاوول يا شاوول دعك من الدجل واعتكف عن لعب دور البطل فالجميع يعرف من أنت، لذا دعنا من نصائحك التي لم تصل بنا سوى إلى الهلاك!
ولا تحسب أبداً، أنّ ملفاتك قد تمّ طيّها، ولكن دورك لم يأتِ بعد والسجن لأمثالك هو النهاية الوحيدة السعيدة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |