ملف النازحين السوريين إلى الواجهة مجدداً.. وجبهة وطنية تتحضر للمواجهة!
في ملف النازحين السوريين هناك خوف اليوم من أن يتحول لبنان إلى وطن بديل، سائلاً: لماذا لم يتحرّك أيّ أحد بعد لمواجهة هذا الخطر..
كتبت نايلة المصري لـ”هنا لبنان”:
ها هو ملف النازحين السوريين يعود إلى الواجهة من جديد، مع الأحداث التي وقعت أخيراً والتطورات الدولية التي ترافقت معها، لا سيّما قرار البرلمان الأوروبي.
كل هذا يأتي وسط دراسات تحذّر من واقع النزوح السوري، آخرها تلك التي تحدثت عن ولادة سوريَيْن مقابل لبناني واحد، ما يعني أنّ هناك نوع من الخطر الذي يهدّد المجتمع اللبناني وتركيبته.
في سياق كل ما سبق، كان لا بد من تحرّك، وهذا ما دفع إلى إنشاء جبهة وطنية تواجه هذا النزوح، وتحول دون الإنزلاق إلى المزيد من التأزّم أسوة بما جرى في العام 1975.
فما هي هذه الجبهة؟ وكيف ستعمل؟ وما هي أهدافها؟
هذه الأسئلة حملها موقع “هنا لبنان” إلى عضو الهيئة المهندس شادي معربس الذي أوضح أنّ “النزوح السوري بعد 12 عاماً بدأ يشكل خطراً جدياً على الاقتصاد وعلى الديموغرافيا، وأبعد من ذلك، فهو بات يشكّل أيضاً خطراً جدّياً على الهوية والوجود والكيان”، مشيراً إلى أنّ “الخوف اليوم هو من أن يتحوّل لبنان إلى وطن بديل، فينتهي بالتالي لبنان الذي عرفناه وأحببناه”.
ويذكّر معربس بأنّ “ما عاشه لبنان في العام 1975 نتيجة اللجوء الفلسطيني يشبه إلى حدّ كبير ما نعيشه اليوم، غير أنّ تداعياته هذه المرّة ستكون أكثر كارثية”.
وأردف: “في ملف النازحين السوريين هناك خوف اليوم من أن يتحول لبنان إلى وطن بديل”، سائلاً: لماذا لم يتحرّك أيّ أحد بعد لمواجهة هذا الخطر؟ من هذ الواقع قد انطلقنا وتحرّكنا..
وشدّد معربس على أنّ “ما نعيشه اليوم هو تخاذل للدولة بكل أجهزتها، وكأنّها غير معنية بهذا الملف، فعلى مدى السنوات الـ12 الماضية، كان هناك لا مبالاة بهذه الأزمة وهذا أمر مؤسف”، لافتاً إلى أنّ “البند 13 من قانون البرلمان الأوروبي، وعلى الرغم من أنّه غير ملزم، شكّل حافزاً لنا للتحرك، لا سيّما وأنّه قوبل بتجاهل من قبل الدولة والأحزاب”.
وأوضح: “السيدة يمنى بشير الجميّل هي من أطلقت هذه الفكرة، ووضعنا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في أجواء ما يجري، وفوجئنا بإلمامه بهذا الموضوع، وطرحنا عليه عقد قمة روحية ليكون الجميع على دراية بما يجري خصوصاً وأنّ هذا الملف يعني الجميع في لبنان وليس فقط المسيحيين”.
ووفق معربس فإنّ “الورقة تضمّ شقّاً عملياً، وهو يفرض على الدولة التحرك على 3 محاور، وهي:
- التفاوض أولاً مع الدولة السورية باعتبار أن عودة النازحين لا يمكن أن تتحقق من دون ذلك
- التفاوض ثانياً مع السعودية نظراً لموقفها المتقدم جدّاً في القمّة العربية الأخيرة ومفاده ضرورة العودة وإعادة إعمار سوريا، إذ لا يمكن تحقيق أيّ نتائج من دون الغطاء العربي
- ثالثاً، إطلاق حوار مع الاتحاد الأوروبي أو مع الأحزاب الأوروبية التي تدرك خطورة المسألة
وفيما شدّد معربس على أنّ الجبهة ليست قوة سياسية، بل هي قوة ضغط في هذا الملف، لافتاً إلى أنّ “الجميّل دعت الجميع للوقوف إلى جانبها في هذا التحرك، أما الجبهة فبدأت جولاتها ولقاءاتها المكثفة مع المعنيين في لبنان وهدفها الوصول إلى وضع خطّة عمل سيتم عرضها لاحقاً على البطريرك الراعي، ومن ثمّ يتم الانطلاق نحو القوى الأخرى، ليتم في مرحلة لاحقة الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني كبير كي يتحمل الجميع مسؤولياتهم”.
وحول ما إذا كان هذا الطرح ممكناً في ظلّ الضغط الدولي، أكّد معربس أنّنا اليوم أمام حلّ من اثنين: “إمّا أن نرضخ للإرادة الدولية، وإما أن نعمل جاهدين لمنع ذلك وأن نقوم بواجبنا الوطني، ونحن سبق وأن اختبرنا هذا الأمر في العام 1975 حين حاول البعض إنشاء وطن بديل للفلسطينيين وهذا ما واجهه اللبنانيون وحالوا دون تحقيقه”.
وفي الختام لفت معربس إلى أنّ “ما يقومون به اليوم هو خطوة أولى في إطار مسيرة نضالية طويلة”، معلّقاً: “المهمّة صعبة، ولكن سنستمر فيها نحو النهاية”.