قصص مأساوية كتبها الرابع من آب.. هكذا انقلبت يوميات ملفين ولارا بعد التفجير!
الرابع من آب، ذكرى مريرة ما زالت صورها عالقة ليس فقط في أذهان الضحايا وإنّما أيضاً في أذهان اللبنانيين.
كتبت ريمان ضو لـ”هنا لبنان”:
هي الدولة الفاشلة، التي لا ينتج عنها أكثر من إعلان حداد، هو حداد على 235 ضحية سقطوا في انفجار كان أركان السلطة على علم بإمكانية حدوثه ولم يعمدوا إلى منعه.
الانفجار الذي أسفر عنه آلاف الجرحى، وتدمير جزء كبير من العاصمة، ما زال ينتظر أهالي ضحاياه وأهالي بيروت، واللبنانيين جميعاً الحقيقة فيه، حقيقة قيل أنّها ستصدر خلال 5 أيام، فها نحن اليوم على أعتاب العام الثالث.
غير أنّ إعلان الحداد لن يقدم العزاء للأهالي ولا الراحة لنفوس ضحايا 4 آب، فوحدها الحقيقة ملحقة بالمحاسبة وإحقاق الحق، هي الدواء للجراح.
ملفين خوري تتذكّر ذلك اليوم بتفاصيله، بصور الدمار، بمشاهد الجرحى وهم على الطرقات، برائحة الدم والموت. صوت وأنين من أصيبوا في تلك الكارثة ما زال يتردّد في أذنها.
ملفين التي كانت من بين الضحايا، تغرق في المشهد العام، ويغيب عن ذاكرتها ما حصل معها، فتردّد ما قاله شقيقها، وكيف اصطدمت بالجدار نتيجة ضغط الانفجار لتصاب بكسور في كتفها ووجهها ونزيف في قدمها.
ليلة الرابع من آب، خضعت ملفين للإسعافات الأوّلية في المستشفى وعادت إلى المنزل، لتتجدد آلامها فتخضع لعمل جراحي.
الألم رافق ملفين إلى تشرين الثاني، وكذلك غرف العمليات، وذلك نتيجة الكسور التي أصابتها في أكثر من موضع في جسدها.
سبع عمليات خضعت لها الشابة، التي تعلّق على ما مرّت به بـ “الحياة كملت بلايي وأنا جامدة بمطرحي”، فملفين التي كانت تقدّم سابقاً برنامجاً هي اليوم تتابع عملها كمسؤولة إعلامية في مطرانية بيروت، ورغم كل ما مرّت به، ورغم ما خسرته، غير أنّها تدرك أنّ ما خسرته لا يقارن بالأرواح التي أزهقت في كارثة 4 آب.
“العدالة السماوية مش رح ترحمهم”، تعلّق ملفين، هي التي فقدت الأمل من أشباه المسؤولين، ومن الاقتصاص منهم، هي التي خسرت أيضاً بالإضافة لجراحها عمّتها المقعدة، والتي كانت قد عادت مع أختها قبل نحو عامين من فرنسا، لتقضي ما تبقّى من العمر في وطنها وقرب أهلها، دون أن تدرك أنّ القدر سيكتب لها الموت غدراً.
في مستشفى بحنس، تجلس نجوى الحايك، وهي تنظر إلى وجه ابنتها النائمة في غيبوبة منذ يوم 4 آب المشؤوم.
ثلاث سنوات ولم تستفق لارا، هي التي كانت جالسة في منزل والديها في الأشرفية، قبل أن يحصل التفجير لتصاب برأسها.
مشهد الفوضى العارمة وحطام المنازل ورائحة الموت، لا يغيب عن ذاكرة نجوى، والدة لارا، التي غادرت يوم الانفجار سريعاً منزلها في الحمرا لتفقّد ابنتها.
عبثاً بحثت نجوى عن مستشفى لعلاج جراح لارا، وبعد ساعة ونصف وصلت إلى مستشفى الجامعة الأميركية. وهناك ضاعت لارا في الأروقة وسط عشرات الجرحى.
شهران مكثت لارا في مستشفى الجامعة الاميركية، وعائلتها لم تستوعب بعد ما حصل معها، وكيف لدقائق معدودة أن تغيّر مسار حياتهم.
بعد ذلك تمّ نقل لارا إلى “بحنس” وهي راقدة هناك منذ 3 سنوات.
رحلة علاج لارا، تحملتها العائلة وحدها بعد أن نفضت الدولة اللبنانية يدها من أيّ مسؤولية.
هنا في بحنس، تزور نجوى لارا أسبوعياً، تمكث الى جانبها علّ أعجوبة تعيد إليها ابنتها.
حال لارا يتراجع يوم بعد يوم، وقلبها الضعيف لم يعد يقوى على الاستجابة، وحدها دعوات ومناجاة عائلتها تزداد..
الرابع من آب، ذكرى مريرة ما زالت صورها عالقة ليس فقط في أذهان الضحايا وإنّما أيضاً في أذهان اللبنانيين.
مواضيع مماثلة للكاتب:
 المحكمة العسكرية ضحية “الكيدية” |  مسؤولون لبنانيون للوفود الديبلوماسية: الأولوية للترسيم البري بدل الالتهاء بالقرار 1701 |  أونصات مزورة في السوق اللبناني… والقضاء يتحرك |
