في ذكرى تفجير المرفأ.. “حرب بين البشرية والذكاء الاصطناعي” تسيء لآلام اللبنانيين!

استعمال المأساة للتسلية وللترفيه، هو عمل يتخطى القيم الأخلاقية ويدحض من قيمة الفيلم

كتبت بشرى الوجه لـ”هنا لبنان”:

عشية ذكرى انفجار مرفأ بيروت، أثار مقطع دعائي لفيلم تضمن لقطات تعود للتفجير غضبًا بين اللبنانيين. وقد استخدم فيلم الخيال العلمي الأميركي “The Creator” لقطة من الانفجار الذي أودى بحياة 251 شخصًا على الأقل وجرح أكثر من 7000 شخص.

الفيلم الذي سيعرض بعد أسبوعين، يتحدث عن حرب بين البشرية والذكاء الاصطناعي، وقد استخدم لقطة الانفجار المروّع الذي هزّ العاصمة بيروت، كمؤثرات بصرية لانفجارات نووية أفضت إليها الأحداث.

ويظهر مقطع الفيديو لحظة الانفجار المأساوي الذي دمّر العاصمة بيروت والذي تمّ استخدامه لتصميم مؤثرات بصرية للانفجارات النوويّة في الفيلم الذي يتحدّث عن حرب بين البشرية وقوات الذكاء الاصطناعي

اللقطة التي انتشرت على منصّة “ريديت” بدايةً، وأعاد أخصائيو VFX من قناة “Corridor Crew” المختصّة بالمؤثّرات البصرية تفكيكها، أوضحت أنّ مخرجي الفيلم استخدموا تقنية “CGI” على مباني الفيديو الأصلي، مثل مبنى مؤسّسة كهرباء لبنان، مع المحافظة على موجة ما بعد الانفجار ذاتها، وأشار هؤلاء إلى أوجه التشابه في الإضاءة والمباني في كلتا اللقطتين.

واعتبر الاختصاصيون في فيديو نشر عبر “يوتيوب” أنّ استعمال المأساة للتسلية وللترفيه، هو عمل يتخطى القيم الأخلاقية ويدحض من قيمة الفيلم.

وانتقد لبنانيون عبر مواقع التواصل، هذا الاستخفاف بوجع اللبنانيين، وبانفجار هو الأكبر من بين الانفجارات غير النووية في العالم،  وقال أحدهم: “تحت سطح التأثيرات المرئية يوجد دمار حقيقي ومعاناة وموت… هذه ليست فكرة جيدة”.

في المقابل فإنّ استعمال فيديوهات حقيقية لانفجارات نووية هو أمر شائع سينمائياً، “وذلك لأنّ تركيب هذا النوع من الفيديو ليس سهلًا أبداً”، بحسب ما يوضح مخرج لبناني لـ”هنا لبنان”.
واعتبر المخرج (لا يُريد الإفصاح عم اسمه “لعدم شعبوية رأيه”) أنّ استخدام مشهد انفجار بيروت يأتي بالطبع في سياق ترفيهي وربحيّ، إلّا أن التأثير القويّ للانفجار على العالم الأجمع والانتشار الكثيف لمشاهد التفجير، قد دفعا نحو استخدام اللقطة”.

ووفق المخرج فإنّه ليس من الخطأ استخدام الفيديو، بل على العكس استخدام مشاهد من انفجار المرفأ قد يُلقي الضوء أكثر على الحدث الكارثي بحق بيروت.

وفي ما يتعلّق بالشقّ القانونيّ، أوضح أنّ “صور انفجار المرفأ انتشرت بشكل علني وتمّ تناقلها حول العالم، وبالتالي لا يوجد مالك حصري لحقوق النشر للمشهد الأساسي، كما لا يُمكن أن يُلاحق أحد قانونيًا على نشر الفيديو”، لافتًا إلى أنّ “هذا لا يُقلّل من مآسي اللبنانيين ولا من جراحهم، إنّما تقنيًا فإنّ المسألة طبيعية”.

يُذكر أنّه من المقرّر أن يصدر فيلم “The Creator” في 29 أيلول 2023، وهو فيلم من إخراج غاريث إدواردز ومن توزيع 20th Century Studios.

مواضيع مماثلة للكاتب:

نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف”

استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية”

إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟