“شخطة قلم” تثير البلبلة.. وزير الاقتصاد يتسرّع في تصريح غير مسؤول ويبرّر “مش قاصد”!
تصريح غير مسؤول لوزير الاقتصاد أثار بلبلة، استهجان كويتي وانتقادات سياسية لبنانية وتراجع رسمي!
أثار وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، البلبلة، في تصريحات أطلقها عبر وكالة “سبوتنيك”.
وكان سلام، قد ناشد أمير الكويت نواف الأحمد الصباح، بإعادة بناء صوامع القمح التي دمرها انفجار الرابع من آب في مرفأ بيروت، حفاظا على الأمن الغذائي.
وقال سلام إنّ “الأموال موجودة في صندوق التنمية الكويتي، وبـ”شخطة قلم” يمكن أن يتخذ القرار بإعادة بناء الصوامع”.
مواقف دبلوماسية تستنكر نصريحات سلام
وفي ردّ على تصريحات سلام، استنكر وزير خارجية الكويت الشيخ سالم الصباح تصريح وزير الاقتصاد اللبناني الذي يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية ويعكس فهماً قاصراً لطبيعة اتخاذ القرارات في دولة الكويت، والمبنية على الأسس الدستورية والمؤسساتية بما في ذلك المنح والقروض الإنسانية التي تقدمها حكومة دولة الكويت للدول الشقيقة والصديقة.
وأوضح وزير الخارجية، أن دولة الكويت تمتلك سجلاً تاريخياً زاخراً بمساندة الشعوب والدول الشقيقة والصديقة، إلّا أن دولة الكويت ترفض رفضاً قاطعاً أي تدخل في قراراتها وشؤونها الداخلية.
وحثّ وزير الخارجية، على سحب هذا التصريح، حرصاً على العلاقات الثنائية الطيبة القائمة بين البلدين.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة الكويتي عبد الله المضف إنّ الكويت بلد مؤسسات وأموال الشعب الكويتي لا تدار “بجرة قلم”.
وأضاف: “على الخارجية الكويتية فوراً توضيح حقيقة ما ورد في هذا التصريح ومحاسبة المقصّر إن وُجد”.
كما علّق النائب في مجلس الأمة سعود العصفور قائلاً: “لمثل هذه الأمور والتي تحدث فعلياً بـ “شخطة قلم” تقدّمْنا قبل فترة مع عدد من النواب بتعديل يُلزم الصندوق بالحصول على موافقة مجلس الأمة قبل اعتماد القروض الخارجية”.
أما النائب في مجلس الأمة جراح الفوزان فأكد أنّ: “ما ذكره وزير الاقتصاد اللبناني يحتاج لتوضيح وردّ عاجل من وزارة الخارجية، وهذا يُعتبر تجاوزاً على بلد المؤسسات (بشخطة قلم)”، مضيفاً: “سندعم تشريعاً قانونياً يتطلب موافقة مجلس الأمة في المنح، وسوف أوجّه يوم الأحد أسئلة برلمانية عن صندوق التنمية وعن التمويل وتصريحات الوزير اللبناني”.
سلام يتراجع وميقاتي يصوّب الأمور
وعلى الأثر، أوضح سلام، في مؤتمر صحافي، انه “قصد من خلال استعمال مقولة “بشخطة قلم” وهي عبارة تستخدم باللهجة اللبنانية العامية أن الموضوع قابل للتنفيذ وبسرعة ولم يكن القصد باستعمال هذه العبارة تجاوز الأصول والآليات الدستورية والقانونية المرعية الإجراء من قبل دولة الكويت أو من قبل لبنان”.
وتمنى سلام من البرلمان الكويتي ان يقبل هذا التوضيح، وقال: “كنت مرتاح الضمير في طلبي لأنني أناشد بلداً شقيقاً لطالما وقف إلى جانب لبنان، وأنا مدرك للمخاطر المحدقة بالأمن الغذائي خصوصاً أنّ البنك الدولي صنف لبنان الأكثر خطورة في تحديات الأمن الغذائي لأنه لا يملك مخزوناً استراتيجياً”.
وزير الإقتصاد أمين سلام: قصدت بمقولة “شخطة قلم” ان الموضوع قابل للتنفيذ وبسرعة ولم يكن القصد تجاوز الاصول مع الكويت.#أمين_سلام pic.twitter.com/PrqYmtPgwz
— Ministry of Economy & Trade (@MoETLeb) August 5, 2023
في حين أصدر المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بياناً جاء فيه : “عطفاً على تصريح وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام المتعلق بإعادة بناء إهراءات القمح في لبنان ودعوته دولة الكويت الشقيقة وسمو أميرها إلى المساعدة في ذلك، والتوضيح اللاحق الذي أصدره الوزير بشأن مقصده، يهم دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تأكيد عمق العلاقة بين الدولتين والشعبين الشقيقين ومتانتها والتي لن تشوبها شائبة. كما يؤكد أنّ دولة الكويت الشقيقة لم تتوان، ضمن الأصول، عن مدّ يد العون لإخوانها في لبنان على مر العقود”.
وأضاف البيان أنّ ميقاتي “يؤكد احترام لبنان مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة، فكيف إذا تعلق الأمر بدولة الكويت الشقيقة التي تخضع آلية اتخاذ القرار فيها لضوابط دستورية وقانونية ومؤسساتية تعكس حضارة سياسية عميقة ومتجذرة في المجتمع الكويتي.فاقتضى التوضيح”.
مواقف سياسية لبنانية
من جهته، دعا عضو كتلة “اللّقاء الدّيمقراطي” النّائب هادي أبو الحسن، في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، إلى “تصحيح التّصريح الّذي صدر عن وزير الاقتصاد والتّجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام تجاه دولة الكويت الشّقيقة، وليس التّبرير”، مشيرًا إلى أنّ “كلّ التّقدير والشّكر للكويت وللأخوة الكويتيّين، لوقوفهم الدّائم إلى جانب لبنان وشعبه في كلّ الأزمات والمراحل”.
فيما علّق المستشار السياسي لرئيس البرلمان نبيه بري النائب علي حسن خليل على تصريحات وزير الاقتصاد من دون تسميته، مستهجناً: “مقاربة أحد المسؤولين للعلاقة مع دولة الكويت من هذا المنظار الضيّق وهي البلد الشقيق الذي لم يبخل يوماً بتقديم كل ما يلزم لمشاريع التنمية في لبنان”.
وقال خليل: “نحن نشهد كلبنانيين وجنوبيين على وجه الخصوص على وقفة الكويت وشعبها الى جانب لبنان وشعبه في كل المحطات المفصلية وعند كل الأزمات الصعبة”.
مواضيع ذات صلة :
سلام: نخطّط للأسوأ وخسارتنا بين 15 و20 مليار دولار | مئات الملايين من الدولارات”… وزير الاقتصاد يتحدث عن خسائر الحرب | إحالة 11 محضراً إلى القضاء! |