سلاح عمّار وأبو عمّار
بالوقائع وليس بالتحليل، المقاومة الإسلامية اغتالت رئيس الحكومة رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما، وأصابع الإتّهام موجهة إليها بجملة اغتيالات لم تبدأ مع وسام عيد وعسى أن تنتهي باغتيال لقمان سليم.
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
يشدّد المرشد الأعلى للجمهورية في كلّ مناسبة يعتلي فيها الشاشة، خطيباً أو متحدّثاً في ذكرى استشهاد قائد لبناني أو إيراني أو غياب رجل دين شيعي ذو وجه إيراني، على الجهر بأنّ المقاومة (الإسلامية حصراً) حمت لبنان، وأنّها مستمرّة في جهادها إلى ما شاء الله. وليس في روزنامة الله عزّ وجل آجال ومواعيد. فلنقل إلى ما بعد بعد إزالة دولة إسرائيل من الوجود، وواقع الأمر أنّه تم محوّها ثلاث أو أربع مرات على الأقل. ومع نتنياهو ستكون الضربة الحاسمة في حال ارتكب أيّ حماقة.
عندما يتحدث المرشد عن المقاومة لا تمرّ في باله قطعاً، المقاومة الوطنية ولا جورج حاوي ولا إلياس عطالله، ولا يمرّ في باله ياسر عرفات وفتح، ولا يفكّر البتّة بمقاومة لبنانية (مسيحية) قدّمت ستة آلاف شهيد دفاعاً عن لبنان قبل ولادة “الحوزب” في طهران من رحم الثورة الخمينية.
في صيف العام 2006 وقف النائب / المجاهد علي عمار وسط أنقاض الضاحية الجنوبية لبيروت ليطلق جملته الشهيرة التي شنّفت آذان جمهوره الطيّب : “إنّ سلاح المقاومة مثل القرآن والإنجيل باقٍ باقٍ باقٍ”.
سلاح مقاومة عمّار، كما سلاح أبو عمّار قبل العام 1982، يشكّلان دعوة مفتوحة للكيان الصهيوني للقيام بمغامرات مدمّرة للبنان واقتصاده وناسه لكنها منعشة لفكرة ديمومة المقاومة. كنّا اعتقدنا أنّ الكيان “الأوهن من بيت عنكبوت” لن يجرؤ مرة جديدة على الإعتداء على لبنان. لكنّه اعتدى.
إقتبس علي عمّار جملته الشهيرة من مؤتمر صحافي عقده رئيس مجلس الشورى اللبناني نبيه برّي في 31 آذار 2006، عقب واحدة من جولات الحوار أكّد فيه بالثلاث “أنّ المقاومة باقية باقية باقية”، غصباً عن الأكثرية الموصوفة، متناسياً أنّ هدف الحوار الأوّل والأخير هو معالجة هذه الإشكالية التي كان يُفترض حلّها مع تسليم الميليشيات سلاحها إلى الجيش اللبناني في العام 1991 إنفاذاً لاتفاق الطائف.
لا، المقاومة الإسلامية لم تحمِ لبنان، بل ألغت قبل الطائف المقاومة الوطنية وخاضت معارك مجيدة مع أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل) وورثت بعد انسحاب الجيش السوري المحتل، أدواره.
بالوقائع وليس بالتحليل، المقاومة الإسلامية اغتالت رئيس الحكومة رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما، وأصابع الإتّهام موجهة إليها بجملة اغتيالات لم تبدأ مع وسام عيد وعسى أن تنتهي باغتيال لقمان سليم.
بالوقائع صدر قرار ظنّي بمحاولة اغتيال بطرس حرب، وبدل من تسليم القاتل.. تبخّر. وقيل إنّه استشهد دفاعاً عن نظام الأسد.
بالوقائع وليس بالتحليل، المقاومة متورطة بكل الأعمال العدائية تجاه اليونيفيل، وآخرها قتل الجندي الإيرلندي شون روني عمداً كما ورد في اتهام القضاء العسكري، غير المؤتمِر بأوامر السفارة الأمريكية.
والمقاومة في لبنان، هي أداة تنفيذية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن توترت علاقة طهران مع الرياض، تستنفر المقاومة وتقوم بما يتطلبه الواجب الأخلاقي.. واللبيب من الإشارة يفهم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |