تحذير سعودي من فتنة “عين الحلوة”!
هل بدأت تقرع طبول الحرب أم سيتم فتح جبهة الجنوب مع إسرائيل لكونها الأكثر والأسهل تسويقاً؟
كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:
ليل الجمعة وبشكل مفاجئ طالبت السعودية رعاياها بمغادرة لبنان على وجه السرعة، وحذت حذوها الكويت. علماً أنّ سفيرها كان منخرطاً في عملية تهيئة المناخ والظروف عبر لقاءاته واتصالاته لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، ولم يصدر عنه أيّ موقف أو تلميح يؤشر إلى خطر ما أو أي طارئ له علاقة بالوضع الداخلي. كما أنّ النار قد خمدت في مخيم عين الحلوة وبدأت اللجنة المولجة التحقيق وتثبيت وقف إطلاق النار قد دخلت المخيم وبدأت مهامها. فما الذي حصل؟ وإلى ماذا استند القرار السعودي وهل أنّ أسبابه داخلية أم خارجية، أم الإثنين معاً ضمن سياق المناخ الإقليمي المتحرك والذي بدا وكأنّ اشتباكات عين الحلوة هي مقدّمة وإنذار بهدف توتير الأجواء التي تبدو غير مريحة لمحور الممانعة الذي بدأ يشعر بفقدان السيطرة في البلدان والمناطق التي بسط نفوذه عليها، بدءاً من لبنان مروراً بسوريا وانتهاءً بإيران نفسها.
في لبنان يبدو “حزب الله” محشوراً بين عدم قدرته على فرض سليمان فرنجية رئيساً وسعيه لعدم تضييع فرصة إيصال رسائل لواشنطن وتل أبيب عبر تهيئة الأجواء الملائمة لترسيم الحدود البرية. وهكذا تصبح الاستفزازات المتبادلة مع إسرائيل فرصة لتسخين الجبهة الجنوبية. وقد زاد الطينة بلّة أنّ ما أسماه “حزب الله” بـ”توحيد الساحات” أي جعل لبنان وسوريا وفلسطين ساحات قتال واحدة ومشتركة في مواجهة إسرائيل عطلته “حركة حماس” نفسها، وهي جزء أساسي من محور الممانعة، برفضها المشاركة في معركة الصواريخ التي فتحتها حركة “الجهاد الإسلامي” في غزة. كما أنّها، وهذا الأهم، لم تشارك في المعركة التي شنّت على تنظيم “فتح” في مخيم عين الحلوة من قبل مجموعات إسلامية متطرفة ومنها إرهابية، قادمة بمعظمها من سوريا ويحركها الثنائي “حزب الله”- الأسد ومتورطة في ممارسة كافة أنواع التهريب، وذلك بهدف عزل “فتح” كونها ارتضت وساطة تركية -مصرية لعقد حوار من أجل مصالحة فلسطينية في القاهرة شاركت فيها “حماس” ومعظم الفصائل وقاطعته “الجهاد الإسلامي” ذات الولاء الايراني.
وكان قد سبق هذا الحوار ومهّد له ولي العهد السعودي الذي استضاف في وقت سابق رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس “فتح” محمود عباس ورئيس حركة “حماس” اسماعيل هنية. وعلى ما يبدو فإنّ رفض قيادة “حماس” المشاركة في إطلاق الصواريخ من غزة وتجاوبها مع جهود المصالحة الفلسطينية قد عجّل في إشعال مخيم عين الحلوة الذي تحوّل إلى بؤرة للمتطرفين كأدوات لمحور الممانعة، الذي كان من المفترض أن يتكيف مع ظروف المناخات الجديدة التي بثّتها الاتفاقيات السعودية الإيرانية… إلّا أنّ هذه المناخات لا تزال حتى الآن غير إيجابية بين الطرفين الإقليميين الأساسيين إيران والسعودية، والأخيرة واضح أنّها غير راضية على مسار الأمور ولم تقم لغاية اليوم بإعادة فتح سفارتها في طهران رغم مرور خمسة أشهر تقريباً على توقيع اتفاق بكين مع أنّ إيران قد أعادت فتح سفارتها في الرياض. كما أنّ اللافت هو أنّ المملكة قد أعلنت أنّها لن تعيد فتح سفارتها في دمشق ولا ترغب بأن تعيد دمشق فتح سفارتها في الرياض، ما يؤكد أنّ بشار الأسد لم يلتزم لغاية اليوم بأيّ من الشروط التي تمّ التوافق عليها بين البلدين، (من وقف تهريب الكبتاغون، إلى دعم الإرهابيين وتسليحهم، وإلى عودة النازحين وو…)، والتي عرفت بـ”خطوة مقابل خطوة”، ولا التي أقرّتها القمة العربية الأخيرة التي حرصت السعودية على إشراك النظام السوري فيها وإعادة تأهيله عربياً.
كما أنّ ما أرادته السعودية من الإتفاق مع إيران هو خلق ظروف إقليمية ملائمة تساعد على تأمين استقرار المنطقة وتهيئة المناخ المناسب للتطور الاقتصادي السعودي والعربي بشكل عام، واذ بأتباع النظام الإيراني يتفاخرون بـ”حرسهم الثوري” لدعم القوات الروسية وتحدّي الولايات المتحدة عبر قيام “حزب الله” بحشد قوات في مجرى نهر الفرات إثر التهديد الأميركي بأنّ أيّ اعتداء على البوكمال بهدف إعادة فتح المعابر بين سوريا والعراق لتسهيل خطوط التمدد الإيراني سيواجه بردّ قاسٍ! وردت طهران بأنّها ستقصف منطقة التنف.
فهل بدأت تقرع طبول الحرب أم سيتم فتح جبهة الجنوب مع إسرائيل لكونها الأكثر والأسهل تسويقاً؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | “الحزب” السلاح الإيراني الأكثر فعالية للتفاوض | وليد جنبلاط… السهل الممتنع |