بيروت وطرابلس مهددتان بالغرق.. سيناريو مناخي كارثي!
في لبنان ووسط أزمات متراكمة تبقى المسائل البيئية من الإكسسوارات الموضوعة على الرفّ ما يجعل المخاطر أقرب للحقيقة، وفي حال عدم تدارك الأمور فالآتي أعظم!
كتبت كريستل شقير لـ”هنا لبنان”:
في خضم الأزمات المتشعبة التي يعانيها اللبنانيون، ازداد الأمر بؤساً مع موجات الحرّ وزوبعة الغليان الكوني.
وعلى ما يبدو فإنّ أزمة مناخية خطيرة بدأت تفرض ثقلها على لبنان مع درجات حرارة عالية جداً استمرت لأيام قبل أن تنحسر.
فهل ما نعيشه يدخل في سياق المدار الطبيعي للأرض، أم أنّنا أمام خطر داهم من الصعب تداركه؟
“عصر الغليان الكوني قد بدأ”، هذا ما أوضحه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تصريح سابق، ما يعني أنّ التغيّر المناخي الذي يطال الكوكب أجمع ولبنان جزء منه سيجعلنا تحت رحمة الحرارة القاسية والقاتلة في بعض الأحيان خلال السنوات المقبلة.
وكان أهل الاختصاص قد سبق وحذّروا من المسار التراكمي للسياسات الخاطئة والسلوكيات غير المشجعة لبعض الحكومات، غير أنّ تجاهل هذه التحذيرات دفع العالم لحبس الأنفاس، وعلى ما يبدو فإنّنا على عتبة سيناريو كارثي بدأت مؤشراته تظهر أولاً بارتفاع قياسي في درجات الحرارة، وما ترافق مع ذلك من حرائق وجفاف، يقابل ذلك زيادة ملحوظة بالفيضانات والأعاصير في المقلب الآخر من الارض.
رئيس جمعية غرين غلوب والعضو المراقب في الأمم المتحدة سمير سكاف يشرح الواقع لـ “هنا لبنان”، قائلاً: “صحيح أنّ العوامل الطبيعية تتبدّل، لكن سلوكيات كبرى الدول في العالم الطاقوية لا تتطابق والنوايا التي انطلقت منها التواقيع على اتفاق باريس وعلى المعاهدات المناخية الدولية”.
ويشير سكاف إلى أنّ “السنوات الـ10 الأخيرة هي الأكثر ارتفاعاً في الحرارة، ويعود ذلك إلى ظاهرة التغيير المناخي التي انضمت إليها هذا العام ظاهرة النينيو”.
وعن المخاطر التي تهدّد الكوكب فهي تبدأ وفق سكاف بـ “ذوبان جليد القطبين وجزيرة غرينلاند وجبال الهملايا وما يرافق ذلك من ارتفاع في مياه المحيطات والبحار بين متر و7 أمتار، وغرق مدن ساحلية عدة”.
وهنا يؤكد سكاف أنّ “لبنان جزء من هذا الكوكب وبطبيعة الحال سيتأثر ولاسيما المنطقة الساحلية منه، حيث ستطال الفيضانات الساحل اللبناني كطرابلس و بيروت أيضاً”.
وبسبب درجات الحرارة المرتفعة يقول سكاف “لن نرى أشجار الأرز في لبنان بذات الزخم الذي نراها فيه اليوم، بل ستبقى محصورة في مناطق محددة، ومن التداعيات السلبية أيضاً الحرائق والتصحر وانحسار كبير في المساحات الخضراء، وانخفاض حجم المتساقطات وتعرض مناطق كبيرة، وخصوصاً العربية منها للجفاف وبالتالي ضرب المحاصيل الزراعية بسبب ندرة الري”.
ولكن الحديث عن غليان الأرض سابق لأوانه وفق سكاف فـ “المتغير الأساسي هو ارتفاع حرارة الطقس في بلدان أوروبا الغربية على غير عادتها، مع تسجيل أرقام مرتفعة في محيط المتوسط. ومن هنا يجب مراقبة هذه الظاهرة، لاسيّما مع رصد 4 موجات حرارية في أوروبا في صيف العام الماضي، وموجة واحدة، حتى الآن، خلال هذا الصيف”.
مع التذكير أنّ صيف 2003 كان الأكثر فتكاً في أوروبا وذهب ضحيته 75.000 ضحية، توزع نصفها بين إيطاليا وفرنسا أما الحرائق فهي تبقى بمجملها نتيجة الأخطاء البشرية خصوصاً أنّ معظمها ينطلق من أماكن قريبة من السكن.
لكن عن الحل الممكن فهو “انتقال سريع إلى الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وسواها ولو أنّ الطاقة المائية تبقى الأنسب”.
وفي ظلّ غياب إدارة جيدة لمصادر مياه الأمطار التي تذهب هدراً وغياب الإرشاد المائي، إضافة إلى زيادة نسب التلوث، فمن الضروري وضع مقاربات مائية وبيئية لا سيما وأنّ الأمور إلى تفاقم سريع غير أنّه في لبنان ووسط أزمات متراكمة تبقى المسائل البيئية من الإكسسوارات الموضوعة على الرفّ ما يجعل المخاطر أقرب للحقيقة، وفي حال عدم تدارك الأمور فالآتي أعظم!
مواضيع مماثلة للكاتب:
قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي! | الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد! | “المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم! |