“عين الحلوة”: لا جولات في مخيمات أخرى والجيش لن يكون كبش محرقة!
بيان السفارة السعودية هو نوع من تحذير الرعايا، لأنّ القيادة الجديدة تبدي كل الاهتمام بمواطنيها، كذلك الدول العربية الأخرى التي أرسلت بيانات مماثلة
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
ما جرى من معارك داخلية خلال الأسبوع الماضي في مخيم عين الحلوة، أطلق العنان للمخاوف من مواصلة التصفيات السياسية الداخلية، لإنهاء بعض الفصائل الفلسطينية، مقابل سيطرة آخرين على أمن المخيم، وبالتالي جرّه إلى مكان أمني خطر يصعب ردعه، لتنفيذ أجندات خارجية وفرضها على الدولة اللبنانية، والعمل على توريطها كل مدّة. الأمر الذي أدّى إلى إطلاق مواقف سياسية وإعلامية، ومنها شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت الدولة اللبنانية قد تعهّدت بوضع حدّ لما يجري، لانّ سيادة لبنان إنتهكت، من دون أن يتّخذ أيّ قرار لضبط ما يحصل وكأنّ لا دولة في لبنان.
اتفاق القاهرة إعترف بالوجود الفلسطيني المسلّح!
هذه المواقف لربما تناست أو لا تعلم ببنود اتفاق القاهرة، الذي وقّع في تشرين الثاني من العام 1969 حين وافق لبنان على الوجود السياسي والعسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية على أراضيه، وأعطى الشرعية لوجود وعمل المقاومة الفلسطينية في لبنان، وتمّ التأكيد على حرية العمل الفدائي انطلاقاً من أراضيه، فحمى هذا الإتفاق الفلسطينيين من المحاولات المتعدّدة لنزع سلاحهم .
حينها إعتبر البعض هذا الاتفاق متعارضاً مع مبادئ سيادة الدولة اللبنانية، ويتضمّن بنوداً تتعارض وأحكام القوانين اللبنانية، وهو وُقّع من قبل الجنرال إميل البستاني ورئيس منظمة التحرير الفلسطينيّة ياسر عرفات، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية محمود رياض.
الجنرال خلف: معارك عين الحلوة أظهرت ضعف الدولة
ولتوضيح ما هو مرتقب من تداعيات معارك عين الحلوة على الوضع بشكل عام، تواصل “هنا لبنان” مع الجنرال المتقاعد جوني خلف، الذي أشار إلى وجود تضخيم إعلامي بالحديث عن مخطّط خارجي لمعارك “عين الحلوة”، في حين أنّ المناوشات موجودة دائماً داخل المخيم، وهذه المرّة تطوّرت بسبب عملية الاغتيال التي حصلت، والتي يقف وراءها اختصاصيون، لكن لا شكّ أنّ المخيم يشكّل بؤرة أمنية بسبب ما يحويه من خارجين عن القانون ومطلوبين، وعناصر فلسطينية متناحرة على من يسيطر على المخيم، إذ يعتقد كلّ مسؤول هناك أنّ لديه الحق بمملكته، والمخيم سيبقى ضمن إطار الحذر، لكن أعتقد أنّ الاشتباكات العنيفة التي شهدناها خلال الأسبوع الماضي قد خفّ وهجها بشكل كبير لا بل إنطفأ، وبالتالي لا امتداد للإشتباكات إلى مخيمات أخرى، خصوصاً بعد تدخّل أفرقاء من الداخل اللبناني، إضافة إلى مسؤولين سوريين ومصريين.
وردّاً على سؤال حول الانتقادات التي وُجّهت إلى المسؤولين بسبب صمتهم إزاء ما يحصل، قال:”لا شكّ في أنّ ما جرى أظهر ضعف الدولة، بسبب وجود هذا الكمّ من السلاح غير الشرعي، كما أنّ المخيّمات تشكّل مصدراً لعدم الاستقرار، لأنّ الفلسطينيين أتوا إلى لبنان كلاجئين، ومن ثمّ أصبحوا قوّة عسكرية تفرض نفسها، وبالتالي فهذه عملية معقّدة ولا حلول جذرية ولا قرارات لضبط ما يجري، في وقت تحتاج فيه القيادة العسكرية إلى غطاء سياسي كي تتحرّك على الأرض، إذ من المستحيل أن يتدخّل الجيش فيها، وما من قرار خارجيّ بدخول المخيم، ولن يكون هنالك من نهر بارد جديد كما يردّد البعض، فاليوم نعيش في ظروف صعبة من كلّ النواحي ولا أحد يريد هذه المعركة، أو أنّ الجيش سيكون كبش محرقة”.
فلتان أمني وتحذيرات عربية
وعن البيانات الصادرة عن السفارات العربية المحذّرة من وضع أمني خطر مرتقب، رأى الجنرال خلف بأنّنا نعاني من فلتان أمني، موضحاً أنّ “ليس كل ما يحصل يظهر في الإعلام”، وأشار إلى أنّ “بيان السفارة السعودية هو نوع من تحذير الرعايا، لأنّ القيادة الجديدة تبدي كل الاهتمام بمواطنيها، كذلك الدول العربية الأخرى التي أرسلت بيانات مماثلة”.
في السياق نفسه إستبعد خلف حصول انفجار أمني، إذ لا يوجد أيّ مؤشر على ذلك.
مصادر فلسطينية: إنقسام داخل ” فتح”
وعلى خطّ المخيم، كشفت مصادر فلسطينية محايدة من داخله لـ” هنا لبنان” عن وجود انقسام في الآراء داخل حركة “فتح” بين مؤيد للإلتزام بوقف إطلاق النار، وبين مَن يريد الانتقام للعرموشي، مما يعني وجود مخاوف من عملية ثأر تجرف معها كل شيء، ورأت بأنّ تسليم القتلة بأقرب وقت ممكن سيخفّف من الاحتقان والانتقام، ناقلة بوادر أمل ظهرت يوم الأحد الماضي، بعد اجتماع الرئيس نجيب ميقاتي بعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، إضافة إلى مسؤولين أمنيين لبنانيين وفلسطينيين، حيث جرى البحث بالإجراءات اللازمة لتثبيت وقف إطلاق النار.