السّيادة واللّاسيادة …. الدّولة واللّادولة!
الدَّولة في مواجهة سلميَّة مع اللّادَوْلة. السّيادة في مواجَهَةٍ مختلَّة مع اللّاسِيادة. المُعادلتان مؤرِقتان لكنَّ لبنان وقضيَّته النّبيلة يستأهِلان مع شعبِه الرّهينة، من مُقيمين ومغتربين، صمودًا حتَّى التحرّر.
كتب زياد الصَّائِغ لـ”هنا لبنان”:
لا مكان للمساحات الرّماديّة. لبنان يواجه خطرًا كيانيًّا ووجوديًّا يطالُ هويّته الحضاريّة. السِّيادَةُ لا تتجزّأ. الدَّوْلَةُ غير قابِلةٍ للإشراك. المعضُلة لَيْسَت في الصّيغة، صيغة العيشِ معًا. الإشكاليّة لَيْسَت في الدُّستور، واتِّفاقُ الطَّائف في صميمه يُشكِّلُ فلسفةً مؤسِّسة فيه.
لا مكانَ للمساحات الرَّماديَّة. تشخيص طبيعة الخَطَر على لبنان وشَعْبِه باتت من الأدبيَّات المستَنزَفة. وتحديدُ المسارٍ الإنقاذيّ، من تطبيق الدّستور بكامِل مندرجاتِه، مع تصويب الثّغرات فيه باتّجاه تطويره وتحصينه، إلى تنفيذ قرارات الأمم المتَّحدة وجامعة الدّول العربيّة، فالانخِراط في حقيقة تحييد لبنان حتَّى إعلان حياده، خُلوصًا إلى إنفاذ الإصلاحات البنيويّة الماليّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والقضائيّة، هذا التَّحديدُ بات أيضًا من الأدبيّات المُستَنْزَفَة.
الشَّعْب اللُّبناني مأزومٌ لنِاحيَة انسِدادِ أُفُق الخياراتِ الإنقاذيَّة العملانيَّة. الأَشقَّاء في العالمِ العربيّ والأصدِقاء في المجتمع الدَّولي قانِعون بحقيقةِ أنَّ لبنان دولةً وسيادة بحُكم الاستِباحات القاتِلَة، وهُم، إذ ينحازون إلى خيارِ التصدّي على طريقتهم لخيار تعميم اللّاسيادّة واللَّادولة، لكنّهم حَتْمًا يتطلعون إلى ديناميَّة لبنانيَّة تتوسَّع فيها مَرْوَحة التَّحالُفات السِّياديَّة الإصلاحيَّة التَّغييريَّة، والقوى المجتمعيَّة الحيَّة لمُلاقاةِ حِرصِهم على القضيّة اللّبنانيّة.
لا مكان للمساحات الرَّماديّة. لا مكان للاستِعراضات الفلكلوريّة. لا مستقبل للتردُّد، والانتهازيّة، والديماغوجيا، والشعبويَّة، والارتجال. أمّا فوائِض القُوّة فهي ساعيَةٌ إلى تغيير اختِبار لبنان التّاريخيّ، والبَحْثُ عن مخارِج لها يتكفَّل به الثَّبات في المربَّع الوطنيّ الأخلاقيّ دون هَوادَة، والانخِراط في تشكيلِ ديناميّاتٍ هادِفَة لاستِعادَة التَّوازن في ميزانِ قوى أخلّ فيه مؤتمنون على الشَّرعيّة، وانصاعوا للّاشرعيَّة.
الدَّولة في مواجهة سلميَّة مع اللّادَوْلة. السّيادة في مواجَهَةٍ مختلَّة مع اللّاسِيادة. المُعادلتان مؤرِقتان لكنَّ لبنان وقضيَّته النّبيلة يستأهِلان مع شعبِه الرّهينة، من مُقيمين ومغتربين، صمودًا حتَّى التحرّر.
حمى الله لبنان.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أرتساخ قرة باغ بعد أوكرانيا…. أوهام الأيديولوجيَّات! | الهجرة واللُّجوء على ضفّتي المتوسِّط.. الإهتِزازات الجيو-ديموغرافيَّة | من كوبنهاغن إلى بيروت… فاعليّة الدّيموقراطيَّة وبارانويا المعادلات! |