إستعادة وطن وكرامة
لبنان واللبنانيون أو بعض اللبنانيين على مفترق طرق، فإمّا أن يستسلموا لما تريده قوى الأمر الواقع ويخسروا البلد مجاناً، وإمّا أن يواجهوا فعلى الأقل ولو خسروا سيذكر التاريخ أنّهم حاولوا استعادة وطن وكرامة!
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
عن أيّ رئاسة جمهورية وعن أيّ حكومة وعن أيّ اقتصاد وعن أيّ لا مركزية يتحدث البعض، في ظلّ وجود الدولة العاجزة عن فرض سلطتها وسيادتها، وعن كشف المتورطين في جرائم الاغتيال ومحاسبتهم وعن استباحة البلاد والعباد ومحاولة فرض أمر واقع بالقوة والتخلص من كل من يحاول مواجهة مشروع هذه المجموعة؟
كيف يمكن الحديث عن دولة، وجرائم اختطاف وتصفية المختطفين تتكرر؟ وكيف يمكن الحديث عن دولة، وشاحنات السلاح وغير السلاح تتنقل فوق كل الأراضي اللبنانية وتندلع الاشتباكات هنا وهناك وتقف السلطة موقف المتفرج العاجز الذي يكتفي بإحصاء القتلى والجرحى؟
كيف يمكن الحديث عن دولة والضحية هي المتهمة دائماً، ولا يخشى من يرتكب الجرائم أي محاسبة أو محاكمة والأنكى أنه يجد من يبرر له بطريقة أو بأخرى ما ارتكب تحت غطاء ما يسمى بعدم الإستغلال السياسي، وانتظار نتائج التحقيق، والدعوات إلى التهدئة وضبط النفس وعدم إثارة النعرات وكأنّ الإلتزام بكل ذلك عقب أحداث مضت، منع تكرارها!
كيف يمكن الحديث عن دولة لا تسمى الأمور فيها بأسمائها ويخشى المسؤولون فيها على أنفسهم فيمتنعون عن قول الحقيقة وعن اتخاذ القرارات، لا بل يستجيبون لما تمليه عليهم قوى الأمر الواقع.
لقد أصبح عدم وجود الدولة وسيادة وسلطة القانون واضحاً لجميع من في لبنان وخارجه، ولقد أصبح واضحاً أن من هم في السلطة حالياً لا يريدون لا من قريب ولا من بعيد بناء دولة وتغيير نهج تحكمهم بالبلاد، لقد أصبح واضحاً أنّ لبنان يتجه لأن يبقى ساحة لتنفيذ مشاريع وأجندات خارجية ولن تكون له فرصة لاستعادة نهوض إقتصادي راسخ واستقرار دائم وازدهار مستمر، ولقد أصبح واضحاً أنّ من يتحكمون في البلاد يتقصدون عزل لبنان وضرب أي اهتمام عربي أو دولي به ولقد أثبتت ذلك كل الأحداث التي سبقت وستثبت ذلك كل الأحداث التي تلي.
لبنان واللبنانيون أو بعض اللبنانيين على مفترق طرق، فإمّا أن يستسلموا لما تريده قوى الأمر الواقع ويخسروا البلد مجاناً، وإمّا أن يواجهوا فعلى الأقل ولو خسروا سيذكر التاريخ أنّهم حاولوا استعادة وطن وكرامة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |