تعثّر تنفيذ اتفاق بكين وتقليص نفوذ إيران .. لا رئيس إلّا على وقع التسوية الشاملة


أخبار بارزة, خاص 12 آب, 2023

إنّ لبنان هو في محطة الانتظار الساخنة ويخشى أحد الوزراء أن تنفجر الأوراق فنذهب نحو التصعيد السياسي والأمني والمالي في المرحلة المقبلة


كتب فيليب أبي عقل لـ”هنا لبنان”:

تراجع منسوب التفاؤل الذي رافق توقيع اتفاق بكين في 10 آذار بين السعودية وإيران “لاستئناف العلاقات خلال شهرين”، بعدما وضعت طهران شروطاً لمعالجة أكثر من ملف، أدّى ذلك إلى تأجيل فتح السفارة السعودية في طهران، والذي كان مقرراً هذا الشهر مع عودة الأزمة بين البلدين خصوصاً بعد خلاف إيران مع السعودية والكويت على حقل الدرّة النفطي، إضافة إلى الخلاف الإيراني الخليجي حول الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. هنالك أكثر من مؤشر سلبي على تبدّد أجواء التفاؤل وفق المصادر ومنها: توقّف المفاوضات المتعددة في عُمان  بين الأميركيين والإيرانيين والسوريين والسعوديين..توقف التطبيع العربي مع سوريا، لأنّ الرئيس بشار الأسد لم يفِ بما تعهد به بوقف تصدير الكبتاغون، فتراجع حلّ عودة النازحين وتعثّر حل حرب اليمن، واستمرّ التصعيد الإيراني في المضايق ولجأت أذرع إيران إلى التصعيد في المنطقة. وفي وقت التزمت السعودية باتفاق بكين خصوصاً في بند “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتعزيزالسلم والأمن الإقليمي والدولي”، استمرّت إيران في توظيف واستثمار أذرعها في المنطقة خصوصاً في لبنان عبر حزب الله خدمة لمشروعها. إنّ “انفجار” الوضع في مخيم عين الحلوة، يأتي في سياق التصعيد الإيراني، وذلك بعد استشعار إيران بداية تقلص نفوذها في المنطقة إثر اتفاق بكين، وفق ما يشير خبير عسكري لـ”هنا لبنان”.

وتقول أوساط سياسية مقرّبة من محور الممانعة إنّ إيران، وفي عملية تصدّيها للمؤامرة التي تعتبر أنّها تستهدف مشروعها ووجودها، عزّزت وجودها السياسي والعسكري والأمني في سوريا وأحيت اتفاقات اقتصادية.

إنّ انفجار الوضع في مخيم عين الحلوة بين “الإسلاميين” وفتح وُضع تحت عنوان السيطرة على المخيم، إن لجهة سعي محور الممانعة إلى توحيد الجبهات والساحات، أو لناحية التصعيد في “ساحات إيران”، لبنان، سوريا، العراق، اليمن، غزة وبنسب متفاوتة، وكلّ ذلك يحصل وفق خطة مدروسة، وفي سياق الردّ على المصالحة الفلسطينية التي ترعاها كلّ من تركيا ومصر، وما نتج عنها من دفع إلى رفع يد إيران عن الملف الفلسطيني.

توحيد الموقف يأتي بمثابة عملية استباقية قبل المفاوضات التي يتمّ التحضير لها مع إسرائيل تحت عنوان حلّ الدولتين بهدف إنهاء الصراع العربي الاسرائيلي.

وكانت جهات سياسية قد حمّلت مدير المخابرات الوطنية الفلسطينية اللواء ماجد فرج مسؤولية التفجير بعد زيارة خاطفة لبيروت وهو في طريقه إلى تركيا للمشاركة في اجتماع المصالحة التي رعاها الرئيس رجب طيب أردوغان بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية.
كما اتهمت أوساط سياسية قريبة من محور الممانعة إسرائيل بتفجير المخيم وذلك في رسالة واضحة للفلسطينيين “بأنّها قادرة على تفجير الصراع الفلسطيني لمنع أيّ مصالحة فلسطينية”، وبالتالي إظهار عمق الخلاف الفلسطيني وصعوبة تعايشهم مع بعضهم في دولة واحدة، عشية المفاوضات “لحل الدولتين”، أيضاً إرسال رسالة لحزب الله أنّ “إسرائيل قادرة على الخرق في الجنوب وفي المخيم وقطع طريق الجنوب عبر بوابة صيدا”، والقول لإيران أنّها “لم تعد تملك الورقة الفلسطينية وأنّ إسرائيل تحرّك الساحة ساعة تشاء”.

ولقد أشعلت إسرائيل ورقة المخيمات كي تقطع الطريق على المصالحة فالوحدة الفلسطينية تنعكس سلباً على إسرائيل وعلى حكومة بنيامين نتنياهو.

إنّ الوضع في عين الحلوة، جمر تحت الرماد، كما يقول خبير عسكري، وطالما أنّ الوضع لم يعد إلى طبيعته بإزالة الدشم والتحصينات، فهنالك مخاوف كبيرة من تجدّد المواجهات في مخيّمات أخرى وهنالك مخاوف من التصعيد إذا سيطر الإسلاميون على هذه المخيمات، وتمدّدوا إلى أنفاق الناعمة وقوسايا وغيرها من المواقع الفلسطينية خارج المخيمات.

علماً أنّ هذا التطوّر يأتي بعدما فشلت القوى اللبنانية في تنفيذ القرار الذي خلصت إليه طاولة الحوار في العام 2006 بإزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه في داخلها.

إنّ المنطقة على فوهة بركان، وفق ما يقول وزير سابق لـ”هنا لبنان”، ويتجاذبها مشروعان: مشروع التسوية والسلام الشامل، ومشروع الممانعة.

وانعكس هذا الصراع على الاستحقاق الرئاسي بعدما تبيّن أنّ حزب الله يقدّم أجندة (إيران) في المنطقة على مصلحة لبنان. وهذا ما أشارت إليه لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس في رسالتها إلى الرئيس جو بايدن عندما “دعته لاستخدام كل الوسائل لمنع سقوط لبنان في قبضة إيران. وأشارت الرسالة إلى أنّ برّي (رئيس مجلس النواب) مجرد امتداد لحزب الله وهو يستخدم الإجراءات البرلمانية لمنع انتخاب رئيس”.

يؤشر هذا الموقف إلى عدم انتخاب رئيس، بعدما اكتشفت أوساط في المعارضة أنّ الثنائي الشيعي وردًّا على التهويل الأميركي والأوروبي بعقوبات على الرئيس نبيه برّي و على معرقلي انتخاب الرئيس، يتمسّك بترشيح سليمان فرنجية ويدعو في المقابل المعارضة للاتفاق عليه،

في هذا السياق تجزم أوساط دبلوماسية غربية لـ”هنا لبنان” أن “لا رئيس طالما أنّ التسوية في المنطقة لم تنضج بعد رغم تأكيد مصادر أميركية على “إنجاز التوقيع على التسوية في تشرين المقبل وإتمام اتفاق أبراهام بين إسرائيل والعرب”.

إنّ لبنان هو في محطة الانتظار الساخنة ويخشى، أحد الوزراء أن تنفجر الأوراق فنذهب نحو التصعيد السياسي والأمني والمالي في المرحلة المقبلة، إذ لا انتخاب لرئيس إلّا بعد تجاوز تاريخ إحالة قائد الجيش العماد جوزف عون على التقاعد في 10 كانون الثاني، بعدما تمّ تجاوز استحقاق حاكم مصرف لبنان نهاية تموز.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us