برّي عازم على إسقاط شروط باسيل… وعطالله لـ” هنا لبنان”: لم نقل أننا سنسير بفرنجية رئيساً!
ثمّة مراقبون سياسيون يعتبرون بأنّ الحوار القائم بين حارة حريك والبياضة، لا يمكن أن يصل إلى مكان، لأنّ الطروحات المضادة لا تجمع بل تفرّق، وستكتفي تلك المحادثات على إبقاء العلاقة بين الطرفين ضمن عنوان: “لا تقارب ولا تباعد، بل علاقة سياسية عادية”
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
يبدو رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل متفائلاً ” زيادة عن اللزوم” من ناحية نجاح مقايضته الرئاسية، ووضع الشروط على الحليف القديم – الجديد حزب الله، لدعم مرشح الثنائي الشيعي رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية للوصول إلى الرئاسة، إذ يخرج عصر كل ثلاثاء بعد انتهاء اجتماع تياره الأسبوعي، للتحدّث عن تقدّم المحادثات مع ” الحزب”، وبأنّ مطالبه حول إقرار اللامركزية الإدارية والصندوق الإئتماني ننتظر الردّ عليها، بالتزامن مع توجيه رسائل إيجابية إلى حارة حريك، لأنّه لا يريد قطع شعرة معاوية معها، وفي الوقت عينه، يقابله حزب الله بالمثل لأنّه يحتاجه كغطاء مسيحي خصوصاً في هذه المرحلة.
لكن ما مدى جديّة هذا الحوار ونجاحه؟
بالتزامن مع شروط يصعب تحقيقها، لانّ تذاكي الطرفين على بعضهما لن يدوم كثيراً، من الواضح أنّ حزب الله لن يوافق ضمنياً على شروط رئيس “التيار”، وقد سبق أن قال مراراً :”أنّه يناقش فقط ما نصّ عليه اتفاق الطائف، ولا يحبّذ ما يصفه بـ”التقسيمات المناطقية والطائفية والمالية” وإلى ما هنالك، كما أنّ مطالب النائب باسيل تحتاج إلى شبه إجماع وطني، وبالتالي إلى مناقشات قانونية طويلة لن توصل الى نتيجة، بحسب كواليس نواب “الثنائي الشيعي” الذين يردّدون ذلك في مجالسهم الخاصة.
الرئيس بري : لا للامركزية المالية والصندوق الإئتماني
وفق معلومات ” هنا لبنان”، فإنّ رئيس المجلس النيابي نبيه برّي يرفض هذه المقايضة، والكل يتذكّر كيف خاض المعارك لإبقاء وزارة المال من ضمن حصّته. وكلّ هذا يؤكد فشل شروط باسيل وهو يعلم ذلك، لكنّه يسير بها من باب حصوله على المزيد من الوقت.
في السياق ووفق خبايا عين التينة، يتّجه برّي لإسقاط شروط باسيل قريباً وبطريقة خفية، لأنّه متأكد من المسرحية التي يلعبها الأخير من خلال مطالبه التعجيزية، خصوصاً وأنّها تتطلب مسارات طويلة ومطبّات، إذ تتضمّن مشروع اللامركزية المالية الموسّعة، وهو عنوان كبير قد يتطلّب تعديلاً دستورياً، وبالتالي فموقف رئيس مجلس النواب من المشروعين المطروحين معروف، لا سيّما من الصندوق الائتماني لكونه ينتزع بعض السلطة من أمام وزارة المال المحبّبة إلى قلبه، ويضعها لدى إدارة الصندوق المستحدث، وهذا يعني أنّه لن يسير به، وحزب الله غير قادر على “زعل” برّي بالتأكيد، من دون إستبعاد نظرية موافقة الأخير المبدئية والعلنية على الشروط، ولاحقاً العمل على عدم تنفيذها بطرق مختلفة.
أما حزب الله فأكثر ما يهمه اليوم هو تحقيق خرق، قبل وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت الشهر المقبل، لتقديم ورقة فرنجية بثقة أكبر وإظهار أنّ مرشحه نال غطاءً وقبولاً من كتلة مسيحية كبيرة.
النائب جورج عطالله : حوارنا مع حزب الله وليس مع برّي
للإضاءة على ما يجري في كواليس الحوار المذكور، وحول ما قيل على لسان أحد نواب “التيار الوطني الحر” بأنّ النتائج ستظهر خلال أيام، أجرى موقعنا اتصالاً بعضو تكتل “لبنان القوي” النائب جورج عطالله، الذي أوضح أنّ “حزب الله سيعلن لنا خلال أيام مدى إستعداده وقبوله بطروحاتنا، لقد قدّمنا أفكارنا وسنرى إلى أين سنصل معه في هذا الحوار”.
وردّاً على سؤال حول رفض الرئيس برّي للشروط التي وضعها النائب باسيل، قال النائب عطالله: “لم تصلنا هذه المعلومة رسمياً، لكن نحن لا نفاوضه بل نفاوض حزب الله الذي أتى إلينا عارضاً الحوار والتفاوض، مسترجعاً بذلك ما سبق أن قاله النائب باسيل: “بأنّنا مستعدّون للتساهل في موضوع رئاسة الجمهورية وطرح بعض المسائل”، ومن هذا المنطلق وضعنا ملفي اللامركزية الإدارية والصندوق الإئتماني للبحث، والحزب وافق على ذلك، وفي حال إستمر بموافقته فنحن ماضون معه، وإذا إختار موقف برّي فلا مشكلة لدينا، عندها لن نواصل الحوار، مع الإشارة إلى أنّنا لم نقل بأنّنا سنسير بسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، بل قلنا سنتساهل ونرفع اللا القاطعة، أي سنتساهل بالاسم إذا كان مناسباً “.
وعن طرح باسيل ثلاثة أسماء للرئاسة على الحزب هم: جورج خوري، زياد بارود وناجي البستاني، نفى النائب عطالله ما يتردّد في هذا الإطار، وقال: “لم نطرح أيّ اسم، وكل يوم نتفاجأ بأخبار في الصحف غير صحيحة عن الحوار القائم”.
النائب محمد الخواجه: لا نوافق على اللامركزية المالية
وعلى خطّ كتلة “التنمية والتحرير” التي يرأسها رئيس المجلس النيابي، يقول النائب محمد الخواجه لـ” هنا لبنان”: “بالتأكيد نحن ككتلة لا نوافق على اللامركزية المالية، والنائب باسيل يعرف ذلك، كذلك حزب الله، ولا أعتقد أنّه سيوافق عليها، لذا أستبعد أن يمّر هذا الطرح، لكن نحن مع أيّ حوار بين طرفين من أجل مصلحة البلد”، رافضاً الردّ على السؤال المتعلق ببرّي عن إسقاطه المرتقب لطرح باسيل، مكتفياً بالقول: “سنرى ما الذي سيتّخذه حزب الله في هذا الإطار وكيف سيكون الردّ على باسيل”.
في غضون ذلك، ثمّة مراقبون سياسيون يعتبرون بأنّ الحوار القائم بين حارة حريك والبياضة، لا يمكن أن يصل إلى مكان، لأنّ الطروحات المضادة لا تجمع بل تفرّق، وستكتفي تلك المحادثات على إبقاء العلاقة بين الطرفين ضمن عنوان: “لا تقارب ولا تباعد، بل علاقة سياسية عادية”.