الوزير وسارا ودارا
يا أخي، مش عاجبتك باربي وأفكارها الشيطانية المفسِدة؟ إذهب إلى عروض سارا ودارا وخذ معك شلّة أولاد
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
أولمتُ أمس على شرفي: طبقاً من لحم الخنزير مع فواكه مجففة وتوابل. قنينة نبيذ أبيض. سلطة فاخرة لا تتلاءم مع راتبي. والـ “ديسير” كناية عن “بابا آ روم” أورثوذكس و”lemoncello cheesecake وجلت على أفلام “نتفليكس” المخصصة لمن هم فوق الثامنة عشرة واحترت بين “no limit” و”مدام كلود” و “Unfaithful”. وقبل بدء الإحتفالية عنّ على بالي الإتصال بوزير الثقافة لسؤاله: هل ما أفعله منافٍ للقوانين التي ترعى الآداب العامة؟ خصوصاً وأنني أقطن في حي مختلط فيه سنة وشيعة وسريان كاثوليك وأرمن وموارنة أقحاح ورائحة اللحم المقلي و”المطفّى” بكونياك قد تكون وصلت إلى أنوفهم وأنوف السكان حتى المنارة.
وقبل الظهر راودتني أفكار شرّيرة ووقحة وأنا في سوبر ماركت عريق وأمامي على الصندوق وقفت سيدة ممشوقة وكاملة الأوصاف والعطر مرتدية “جينزاً” ممزقاً من الخلف، يكشف للعيان ما لم نعتده في عالم الموضة؛ جينز يحبس الأنفاس ويسرّع ضربات القلب. تمنيت لو كان صفّ الواقفين أمامها ممتداً إلى ما لا نهاية ولا يهم من يقف ورائي. بعدما حاسبت وتوارت فكرت أن أتقدم بشكوى إلى وزير الثقافة محمد وسام المرتضى محدّداً طبيعة الجرم. ولو كنتُ في موقعه لأوليت القضية هذه بالذات كلّ اهتمام وطلبت إحضار المرأة أمامي مرتدية الأداة الجرمية وفتحت لها محضراً.
من الآن وطالعاً، بات على الراشدين، أن يقرأوا في كتاب المرتضى التوعووي، ولربما ارتأى صاحب المعالي، ممثل النهج الممانع، في إطار تعزيز الوحدة الوطنية إصدار منشورات توعووية تحدد للصبايا حجم المساحات غير المغطاة من أجسامهن، ومقتضيات الشورت وموجبات القبل وقصّة الشعر وطريقة المشي ومنع الشباب من وضع أقراط الأذن والتمايل بخنوع في الطرقات العامة.
ومن جملة التساؤلات التي خطرت على بالي المنشغل بمشهد سينمائي جريء، ماذا لو استقدم كازينو لبنان واحداً من عروض الليدو الباريسي أو عرضاً برازيلياً حاراً يوقّف القلب، وسبق له أن فعل مشكوراً، فهل كان صاحب اللغة الخشبيّة المقعّرة ليتدخّل بوصفه وصيّاً على الآداب العامة في لبنان، وأن يطلب من مصممي أزياء العرضين والرقص المثير والجميل مراعاة الحشمة على المسرح؟
غسان سلامة كان وزيراً للثقافة ذات يوم، في عهد أسطورة الأعماق الكومندان كوستو لحود. وقبله تولى الوزارة غازي العريضي وميشال إده وبعدهما طارق متري وتمام سلام وريمون ( روني) عريجي. تخيلوا أيًّا منهم حاطط راسو براس باربي؟
يا أخي، مش عاجبتك باربي وأفكارها الشيطانية المفسِدة ؟ إذهب إلى عروض سارا ودارا وخذ معك شلة أولاد.
مواضيع مماثلة للكاتب:
 بالفيديو.. للمرة الأولى النيران الإسرائيلية تصل إلى طرابلس |  الإنذار الإسرائيلي الثالث لهذه الليلة لسكان هذه المناطق! |  بالفوسفور الأبيض.. مدينة بيروت في مرمى الغارات الإسرائيلية مرة جديدة |
