“غضب الأهالي”..
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
يتحدّث المنتج، في مسرحيّة “شي فاشل” لزياد الرحباني، عن مشهد مسرحيّ سيكلّفه عشرة آلاف ليرة، بلغة عملة تلك الأيّام، واسم المشهد “غضب الأهالي”.
يغضب الأهالي فيغيّرون ملابسهم، ما يكلّف المنتج مبلغ عشرة آلاف.
غضب الأهالي في بشري، بعد مقتل شابٍ من المنطقة. لا يختصر القاتل السوري جميع السوريّين، ولكن، في الوقت عينه، لا يجوز أن تبقى مسألة النزوح السوري، في بلدٍ يتهاوى اقتصاديّاً وماليّاً واجتماعيّاً، من دون حلول. ولا يجوز، خصوصاً، أن تبقى المسألة عالقة عند نقطة هل نتفاوض مع السوريّين بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.
إنّ حساسيّة العلاقة بين لبنان وسوريا تستوجب تنفيذ خطّة مقسّمة على مراحل زمنيّة، وصولاً لهدف اقتصار عدد النازحين السوريّين على الرقم الذي يحتاجه لبنان، كيد عاملة، مع فرض ضوابط قانونيّة على هذا الوجود، كي لا يسقط يوسف طوق آخر، تماماً كما سقطت ميريام الأشقر قبل سنوات، وغيرهما بعد.
هؤلاء ضحايا سوريّين، وليسوا ضحايا السوريّين. حذارِ التعميم، كي لا نسقط في المزيد من التوتّر في العلاقة التي يجب أن نتعلّم من تجاربها الماضية، بعيداً عن العنصريّة وعن الانتقام وعن نكران حسن الاستقبال. ولعلّ التشدّد الرسمي، من دون ظلم، يشكّل أحد مداخل حلّ هذه المشكلة وتنظيمها.
منذ سنوات، كان التلفزيون السوري يعرض برنامجاً عن الصلات الوثيقة بين الشعبين اللبناني والسوري، بعنوان “سوا ربينا” المستوحى من أغنية السيّدة فيروز. لا تُدار العلاقة اليوم، في ظلّ وجود حوالى مليون سوري على الأراضي اللبنانيّة، بالأغنيات والبرامج التلفزيونيّة. يحتاج الأمر الى خطّة ونيّات حسنة، من الجانبين، وإلا سيكلّف “غضب الأهالي”، في المرّة المقبلة، دماً لا عشرة آلاف ليرة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |