يتضامنون مع الجيش وأخذوا لبنان إلى اللادولة
العاطفة الجياشة التي أبداها هؤلاء تجاه الجيش تتكرر مع سقوط كل شهيد عسكرياً كان أم ضابطاً، ولكن هذه العاطفة لا تترجم أفعالاً إذ يبقى الجيش بالنسبة لهم إما خصماً وإما مطيّة
كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:
استشهد ضابطان للجيش اللبناني في تحطم مروحية أثناء مهمة تدريبية، وقد كانت هذه الفاجعة مناسبةً كي يعرب السياسيون وغيرهم في الوطن ومن خلال التعازي عن تضامنهم وتأييدهم للجيش وما يقوم به في هذه الظروف الصعبة.
بعض من عزّى الجيش لا يوفّر مناسبةً إلّا ويقول فيها إنّ الجيش لا يملك القدرات على مواجهة إسرائيل إذا اعتدت على لبنان، علماً أنّ إسرائيل تخرق يومياً البرّ والبحر والجوّ اللبناني ولم يردعها من يقولون إنّ لديهم القدرة، كما أنّ هؤلاء الذين يحدّثوننا عن أنّ محورهم هو الأقوى لم يتمكّنوا من وقف الهجمات الإسرائيلية ضدّ سوريا ولم يردّوا على أيّ هجوم بانتظار المكان والزمان المناسبين، كما أنّ هؤلاء يمتلكون الأسلحة النوعية التي يعيّرون الجيش اللبناني بأنه لا يملكها.
بعض من عزى الجيش ينتقدونه على أدائه في الأحداث الأمنية في لبنان، ففي مواجهة الطيونة هناك من أشاد وهناك من ندّد، وانقلبت الآية في مواجهة الكحالة وكأنّ كل فئة تريد للجيش أن يكون إلى جانبها، علماً أنّ الجيش واضح أنه إلى جانب الأمن في البلد ومنع انفلات أي مواجهات وعلى البعض أن يدرك أن الجيش ليس على استعداد لخوض معركة تدمير الذات كما حدث في حربي التحرير والإلغاء، فالجيش يفترض أن ينشغل حالياً بتطوير قدراته العسكرية والقتالية إلى أن يحين القرار ليكون قرار الأمن والسلم والحرب بيده وحده.
بعض من عزى الجيش لا يتوانى عن استنباط أساليب وألاعيب من أجل تدمير معنوياته بالهجوم تارة على قيادته التي تحاول الحفاظ على تماسكه وصموده ونعتها بشتى أنواع النعوت، وتارة من خلال التمسك بكل ما هو غير شرعي في مواجهة القوة الشرعية الوحيدة، علماً أن هؤلاء هم جزء لا يتجزأ من المنظومة التي شاركت في الحكم وأدت خلافاتها على السلطة والمحاصصة ورفضها الإصلاح إلى الإنهيار الراهن الذي جعل ضباط وعناصر الجيش في حال فقر، ويمعن هؤلاء في إضاعة الوقت تحت ستار الحوار ومحاولة إيجاد حلول هي كناية عن استمرار النهج التدميري الراهن مع رافضي الدولة.
إن العاطفة الجياشة التي أبداها هؤلاء تجاه الجيش تتكرر مع سقوط كل شهيد عسكرياً كان أم ضابطاً وسبحة الأسماء طويلة ونذكر منهم من سقط في المروحيات من سامر حنا إلى جوزف حنا وريتشارد صعب، ولكن هذه العاطفة لا تترجم مع الأسف عند البعض أفعالاً إذ يبقى الجيش بالنسبة لهم إما خصماً وإما مطيّة، وهكذا أخذوا ويأخذون لبنان إلى اللادولة ويدفع الوطن والمواطنون الثمن.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |