أيّ “تيّار” بعد مي خريش؟!
خاص “هنا لبنان”:
مؤسفٌ، بل مؤلم، أن يتخلّى رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن كفاءاتٍ يصعب أن نجد مثيلاً لها إلا في حزبه. بعد خروج، أو إخراج، رندلى جبّور من منصبها الإعلامي في “التيّار”، ها هو باسيل يتخلّى عن نائبته مي خريش.
تملك الآنستان سجلّاً حافلاً من “الخبطات” الإعلاميّة. ربما يكون الإعلام السبب الأساس لسحبهما من موقعيهما، بعد أن تحوّلتا، طيلة سنوات، الى مادّةٍ للتندّر.
وإذا كان يُعرف عن باسيل أنّه لا يحيط نفسه غالباً بالأذكياء، ويفضّل من يؤتَمَرون لا من يفكّرون، فإنّ ما قامت به خريش كان أكبر من قدرته على التحمّل، فمنعها من الظهور الإعلامي أكثر من مرّة، وكانت تعود في كلّ مرة مع “خبصةٍ” جديدة، حتى بات من الممكن جمع مقاطع من إطلالاتها في فيديو واحد يحتوي على مشاهد كوميديّة بالجملة.
ستستريح مي خريش إذاً من مهامها، على الرغم من أنّنا لم نكن نعرف تحديداً ما هي هذه المهام، وقد تغيب عن الإطلالات الإعلاميّة، فيهدأ بال فريق باسيل الإعلامي الذي كان يضع يده على قلبه حين يرى الآنسة مي على الشاشة.
أمّا نائب الرئيس الجديد فهو غسان خوري الذي كنت تراه دوماً يجلس في الصفّ الخلفي وراء باسيل، كمثل ظلٍّ أو مرافق. هو كان مدير مكتبه، فأصبح نائبه على رأس “التيّار”، بالتزكية طبعاً، لأنّ ما من أحدٍ يمكنه أن يتبوأ منصباً إلا إن قرّر جبران ذلك. جبران نفسه الذي يجري تعديلاً تلو الآخر على النظام الداخلي للحزب، فيُكثر من التعيين ويقلّل من الانتخاب، ليمسك بمفاصل “التيّار” ويحدّ من الحاجة في المستقبل لتدخّل ودعم الرئيس ميشال عون.
قد يقول قائلٌ إنّ حال “التيّار” ليست أسوأ من حال أحزابٍ أخرى لا ديمقراطيّة فيها. ربما، ولكنّ الفارق أنّ الحزب الذي أسّسه ميشال عون يدّعي ما لا يفعل، وينادي بما لا يمارس. وإن خرجت مي خريش، وقبلها رندلى جبّور، من منصبيهما، فإنّ مواقع كثيرة أخرى يشغلها من يوازيهما بـ “التخبيص”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تعميم لوزير الداخلية: ممنوع إقامة أو توسعة مخيمات النازحين | راجي السعد لبيار الجميل: حلمنا سيتحقق ولو بعد حين | إسرائيل تُصعّد: 12 غارة تستهدف الضاحية الجنوبية منذ مغادرة هوكشتاين |