“عَ بعبدا ما بيفوتوا”.. وماذا لو فاتوا؟
كان على “الحكيم” أن يُخفض السقف كي يصبح مقبولاً في نادي التقليديين المساومين الخبثاء. وهو في القضايا المبدئية لم يساوم.
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
أقوى ردّ على خطاب الدكتور سمير جعجع في يوم المقاومة اللبنانية جاء على لسان المحامية الخلوقة الموهوبة نائبة رئيس التيار الوطني الحر السابقة مي خريش، توجهت نائبة رئيس أكبر حزب غير شيعي في لبنان بأرقى ما لديها فسألت “غير التحريض والحقد والحرب شو برنامجك؟ من الجبل… لشرقي صيدا… كلّفوك وطلعت قدّا وكلّفتنا غالي… اليوم حاطط براسك بنت جبيل…”
وتابعت نبع المحبة: “تركنا بسلام مع أهلنا… وإذا حدا اعتدى… الدولة بتحاسب والقانون بيحمي… حلّك تتعلّم”..
الدولة ملجأ خريش ورجاؤها، ومُناها هي الدولة، ما غيرها، ستكشف وتحاسب من خطط ونفّذ واغتال ابن بلدتها الياس الحصروني. كما حاسبت قتلة جو بجاني وأنطوان داغر والمسؤولين عن تفجير المرفأ، والقانون سيحمي، كما حمى هاشم السلمان الذي قُتل بدم بارد، والقانون سيحمي من حمى وسام عيد… اللائحة طويلة يا ميتر ستضطرك إلى النظر طويلاً إلى فوق!
الآخرون، من الصف الممانع أدلوا بدلوهم، لكن لم تأتِ ردودهم بعمق رد المحامية الألمعية. وبحسبهم جملة ومفرّقاً، كان على جعجع، القفز فوق توالي الجرائم السياسية في زمن السلم كي يحظى بتقدير محور الممانعة/ فرع لبنان.
وكان على جعحع التخلّي عن مبدئيته والدخول في بازار التكاذب والصفقات والبيع والشراء والقبول بهيمنة الدويلة المسلحة على قرار الدولة العاجزة.
وكان على جعجع تلقف مبادرة الرئيس بري الحوارية بيديه وقلبه وعقله كفرصة ذهبية لا تتكرر.
وكان على رئيس حزب القوات اللبنانية، ربما، التمييز في خطابه بين مجرم، وحليف مجرم، ومتواطئ مع مجرم وجبان لا يستطيع رفع إصبعه في وجه، لا وضعهم جميعاً بفرد زوم.
وكان على “الحكيم” أن يُخفض السقف كي يصبح مقبولاً في نادي التقليديين المساومين الخبثاء. وهو في القضايا المبدئية لم يساوم.
مبدئية جعجع تحسب له وتحسب عليه. مبدئيته تشدّ العصب وتُشعر الضعيف بقوته، والقوي بفائض قوة… غير قابلة للصرف. ما معنى أن يكرر بثقة عالية مرتين وثلاث “عَ بعبدا ما بيفوتو”؟ ماذا لو فاتوا يا حكيم؟ ماذا ستقول؟
سياسياً، ما الضامن أن يبقى جبران باسيليوس الأول الكلي العظمة في دائرة رفض مرشح الممانعة؟
وحسابياً، من يستطيع احتساب أصوات المترددين في صف المعارضة، وحتى أصوات المعتدلين والجنبلاطيين وسائر الميامين؟
وشاعرياً، ميّال أنا إلى إبقاء الجملة حيث اشتُهرت ببيت شعري لسعيد عقل: “وعدي يا لعم بتموتوا/ ببوز البارودي أبطال، عزحلة ما بيفوتوا، زحلة النجم الما بينطال” زحلة شي وبعبدا شيء آخر. وفي الحالين دخل “الحوزب” على زحلة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم | الحكواتي الجديد |