بعد الاشتباكات العنيفة.. اتفاق على وقف إطلاق النار في عين الحلوة
توقفت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة بعدما جرى التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار، حيث يسود الهدوء التام كافة ارجائه.
وذكرت مصادر فلسطينية، ان التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار جاء بعد جهود حثيثة بذلها مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد سهيل حرب، الذي عقد اجتماعا مع قيادتي حركة “فتح” ممثلة بأمين سرها في لبنان فتحي أبو العردات، و”حماس” ممثلة بمسؤولها في لبنان أحمد عبد الهادي في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا.
وكانت قد تجدّدت الإشتباكات في المخيّم طيلة النهار، وبشكل خاصّ عند محور جبل الحليب – حطين، حيث استخدمت القذائف الصاروخيّة.
إلى ذلك، أُصيبت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأخضر في المخيّم، ونجا طاقم عملها.
وأكّدت مصادر متابعة أنّه كان من المفترض تسليم المطلوبين – عبد شهاب قدور وعثمان تكريتي وفراس الملاح وأبو بكر ذوت (لبنانيون)، وعمر الناطور وعز الدين أبو داود و محمود عزب ومصطفى العاجوري (فلسطينيون) – في مهلة أقصاها كان يوم أوّل أمس وتم تمديدها إلى الخميس.
وتأزم الوضع مساء أمس، إذ شهد المخيم اشتباكات عنيفة، تركزت فيها المعارك في أحياء البركسات والتعمير وبستان القدس والطوارئ، حيث استُخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، فيما شهد المخيم والجوار حركة نزوح نحو مناطق آمنة.
وانتشر تسجيل صوتي نسب إلى هيثم الشعبي، المسؤول العسكري لتجمع الشباب المسلم في المخيم، يعلن فيه عن إنطلاق معركة تطهير المخيم ممن سماهم المرتدين.
وتحدثت مصادر إعلامية عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، فيما تبادل الطرفان؛ فتح والمجموعات الإسلامية، الاتهامات عن المسؤولية عن بدء الاشتباكات.
فيديو يرصد حدّة #الإشتباكات في مخيّم #عين_الحلوه
تجدّد الإشتباكات في مخيّم عين الحلوة، وبشكل خاصّ عند محور جبل الحليب – حطين. pic.twitter.com/Vm2dMoAMCB
— هنا لبنان (@thisislebnews) September 8, 2023
“الاشتباكات مع جماعات تكفيرية”
وفي السياق، أشارت حركة فتح في حديث لِـ”الحدث” الى، أن “الاشتباكات في المخيم تجري مع جماعات تكفيرية”.
وأضافت، “هناك محاولات لحث المسلحين على تسليم أنفسهم”.
وتابعت فتح، “المسلحون بالمخيم ليسوا فلسطينيين فقط وبينهم جنسيات أخرى”.
وأردفت، “لجنة التحقيق بالاشتباكات لديها أسماء معروفة”.
ويُذكر أن إشتباكات عنيفة عادت ليلة أمس، في مخيم عين الحلوة بين حركة فتح والجماعات المتشددة، والتي أسفرت عن وقوع عدد من الجرحى.
نداء عاجل للأمم المتحدة
بدوره، دعا المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا الى وقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة للأونروا.
وقال: “إن الاشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة للاجئي فلسطين، إلى جانب الاستيلاء المستمر على ثماني مدارس تابعة للأونروا، تمنع وصول ما يقرب من 6,000 طفل إلى مدارسهم على أعتاب العام الدراسي”.
وأضاف: “يجب أن تكون المؤسسات التعليمية مساحات آمنة ومحايدة وهي ضرورة ملحة لتعلم الأطفال وعافيتهم ونموهم. إن استخدام المجموعات المسلحة للمدارس هو بمثابة انتهاك صارخ لكل من القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، كما يعرض حق الأطفال في الحصول على بيئة تعليمية آمنة للخطر ويهدد مستقبلهم ومستقبل مجتمعهم ككل”.
وطالب ريزا “المجموعات المسلحة بوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء هذه المدارس فوراً وأطالب أيضا بتسهيل عمل الأونروا وغيرها من المنظمات الإنسانية من أجل توفير الحماية والمساعدة الضروريتين لكل العائلات المحتاجة في المخيم”.
وأكد ان “إن حماية المدنيين، بما في ذلك الأطفال، وضمان وصولهم إلى المدارس في مأمن من جميع أشكال العنف والاستغلال، هي مسؤولية مشتركة. يجب على جميع الجهات الفاعلة المعنية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ووضع حدّ لاستخدام البنى التحتية المدنية لأغراض القتال”.
السفارة الفلسطينية: لرفع الغطاء عن التكفيريين
أكد المسؤول الإعلامي في السفارة الفلسطينية في بيروت، وسام أبو زيد، أنه من الضروري رفع الغطاء عن التكفيريين ووقف الحملات التي تعطيهم أي نوع من الأحقية بمحاولة الهجوم على مكونات الشعب الفلسطيني، وأي فصيل داخل مخيم عين الحلوة.
وقال أبو زيد في حديث لـ”سبوتنيك”: “هناك إجماع فلسطيني ولبناني رسمي وحزبي وشعبي بأن هذه الحالة تشكل عبئا على الأمن اللبناني والفلسطيني، وهناك علاقات بين الشرعيتين والشعب اللبناني والفلسطيني والقوى بين البلدين، والكل حريص على أمن المخيم والجوار”.
واضاف: “بالتالي المطلوب رفع الغطاء عن هذه المجموعات التكفيرية فهم يستهدفون الوجود الفلسطيني بشكل أساسي بهدف إنهاء القضية الفلسطينية والمخيم والوجود الفلسطيني، وهذا المخيم موقت والبوصلة الأساسية له هي فلسطين، ومن يريد حرف البوصلة لن يكون شريكا في العمل الفسطيني والتواجد الفلسطيني. هناك إجماع حتى من قبل القوى الإسلامية داخل المخيم التي أدانت الاغتيالات التي ارتكبتها المجموعات التكفيرية”.
واوضح المسؤول الفلسطيني أنه “حصل اجتماع، أمس الخميس، في المخيم لهيئة العمل الفرعية في منطقة صيدا، وتم الاتفاق أن تخلى مدارس “الأنروا” من التكفيريين، لكن للأسف، خلال الليل تم الهجوم من قبل التكفيريين على مقرات حركة فتح بهدف إفشال خروجهم من المدارس بشكل أولي، وبالتالي هم يستمرون في مشروعهم التدميري المناط بهم تنفيذه داخل عين الحلوة، لضرب الوجود الفلسطيني وإنهاء قضية حق العودة، التي يعمل كل فلسطيني على الحفاظ عليها والتشبث بها في وجه المشاريع، التي تجري من حولنا وكان آخرها “صفقة القرن” .
يُذكر أنّ توتر الوضع في المخيم يعود إلى أواخر تموز، الماضية حيث اندلعت اشتباكات عنيفة على خلفية اغتيال أبو أشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه في حي البساتين.
مواضيع ذات صلة :
مواجهة عنيفة مع الجيش في اللبوة وإطلاق نار كثيف (فيديو) | اشتباكات خلدة تسخن من جديد… “أدلّة وأسماء تدين عناصر الحزب” فهل نشهد أحكامًا جديدة؟ | تمديد إقفال فروع “اللبنانية” في صيدا |