قلب صيدا تحت النيران.. من استباح مدينة البحر والقلعة؟
إلى متى سيستمر تمادي المُسلّحين في مخيّم عين الحلوة، وإلى متى سيدفع أبناء صيدا وجوارها ضريبة وجود هذه الجماعات بينهم؟
كتبت بشرى الوجه لـ”هنا لبنان”:
يعيش أبناء صيدا والمناطق المجاورة لمخيّم عين الحلوة حالاً من الرعب نتيجة للاشتباكات الدائرة في المخيم التي أعادتهم لزمن الحرب، فهاجس الرصاص الطائش لا يفارقهم، لا سيّما وأنه قد تسبب بسقوط ضحايا.
الرصاصة التي أصابت حبّة “البطاطا” كان من الممكن أن تُصيب رأس أحد السكان وتقتله، يقول يوسف، أحد سكان مدينة صيدا، ويضيف لـ “هنا لبنان”: “نعيش حالة رعب وذعر من اشتداد وتيرة المعارك في مخيّم عين الحلوة: رصاص كثيف، أصوات قذائف قوية ومرعبة، ومعارك لا دخل لنا بها، وكأن مصائبنا وويلاتنا اليومية لا تكفينا”.
ومع اشتداد الاشتباكات، تقوم القوى الأمنية بإغلاق الطرقات الأساسية والقريبة من المخيم، فيما يبقى الخط البحري مفتوحًا، مع طلب بلدية صيدا من السكان عدم الخروج من المنازل، غير أنّ ذلك يبقى “مستحيلًا وغير منطقي”، بحسب مالك، صاحب أحد المحال التجارية في المدينة، “فهناك حاجيات ضرورية ويومية للأهالي، كما أننا نحتاج للعمل، رغم أن أرزاقنا باتت مشلولة، فالناس مرعوبة والحياة غير طبيعية هنا، حيث أقفلت المدارس والمؤسسات”.
أما الأفراح فباتت ممنوعة في صيدا وجوارها، فبلدة الغازية التي سقط فيها قتيل وأصيب ثلاثة أشخاص، ألغى بعض سكانها حفلات زفاف كانت مقررة خلال اليومين الفائتين، لأنّ الناس لا يمكن أن يأتوا من المناطق الأخرى بسبب خطورة الطرقات.
سكان عبرا ودرب السيم ومغدوشة ليسوا أحسن حالاً، فالأصوات المخيفة واحدة، والرصاص يذهب في كل اتجاه، والرعب يدبّ في نفوس الأهالي الآمنين، واحتمالية التعرّض للإصابات كابوس يرافقهم في كل حين.
هذا وقد تسببت القذائف التي طاولت المناطق المحيطة بخسائر ماديّة فادحة، إذ طالت السيّارات والمنازل والمحال، ولا أحد يُعوّض. وليس ذلك فحسب، فمن تداعيات اشتباكات عين الحلوة تراكم النفايات في آخر طريق الغازية – صيدا، حيث يقع مركز مكب نفايات اتحاد بلديات صيدا – الزهراني، فهذا المكب مغلق منذ بدء الاشتباكات لكون جميع العاملين فيه من المخيم ولا يستطيعون الخروج منه، كما أن قربه من موقع المخيم جعل العمل فيه غير ممكن.
فإلى متى سيستمر تمادي المُسلّحين في مخيّم عين الحلوة، وإلى متى سيدفع أبناء صيدا وجوارها ضريبة وجود هذه الجماعات بينهم؟ هم الذين يعيشون خوف تجدّد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة كل فترة وفترة، وما عادت أجواء التهدئة التي يتمّ التوصّل إليها قادرة على طمأنتهم إذ أنها تخرق سريعًا.. وهم الذين يدعون دولتهم لفرض سلطتها وهيبتها على كل شبرٍ من أراضيها، دون التعرّض إلى نغمة “العنصرية” تجاه اللاجئين والنازحين في بلادهم!
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |