ماذا بعد كسر الحزب لحصرية ترشيح فرنجية؟
هناك معادلة يتم تداولها بأن الحزب كان قادراً على تأمين الـ 65 صوتاً لفرنجية لكنه لم يفعل لأنه لا يريد انتخاب رئيس يكون عبئاً على نفسه وعليه
كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:
بعد اللقاء الذي جمع العماد جوزيف عون بالنائب محمد رعد، انتقل حزب الله عملياً من خانة “الصولد” تأييداً لسليمان فرنجية، إلى خانة البحث في المرحلة الانتقالية المقبلة، التي فيها سيسقط الكثير من الماء بالنبيذ.
لم يكن اللقاء بين حزب الله وقائد الجيش مصادفة، بل كان مخططاً له بدقة، حتى أن الحزب تولى تسريب خبر اللقاء، كي لا يخطئ من يجب أن تصله الرسالة، سواء في الداخل وخصوصاً في الخارج، أن مرحلة البحث الجدي باسم الرئيس، قد اقترب أوانها.
لهذه المرحلة شروط وتفاهمات لا تصح، إذا استمر “الصولد” على فرنجية، وهو بالمناسبة كان أول من تلقى خبر الاجتماع، دون أن يعلق عليه.
في الرسائل الداخلية، أراد حزب الله أن يفتتح عصر الكلام الجدي عن الرئاسة، ذلك دون أن يضع سقفاً زمنياً للمرحلة الانتقالية، ولكن مع توجيه “نكزات” حادة للحلفاء، وخصوصاً جبران باسيل، الذي يراوغ الحزب ويراوغه الحزب، في موضوع اللامركزية المالية. أمام هذه المراوغة المتبادلة، أوصل الحزب لباسيل رسالة معبرة، تتحدث عن إمكان الموافقة، على انتخاب من يكرهه باسيل حتى الثمالة، اذا استمر بسياسة الابتزاز.
في الرسائل الخارجية، أراد الحزب أن يخاطب الأميركيين والسعوديين، بأنه جاهز للتفاوض الكبير. ليس أكثر مدعاة للتعجب من شبه التزامن، بين العشاء المؤرشف بصورة مميزة، في منزل قائد الجيش مع آموس هوكشتاين، والسفيرة الأميركية دوروثي شيا، وبين اللقاء غير التصادفي، الذي جمع عون بالنائب محمد رعد، ولو من دون التقاط صورة.
يعكس هذا التزامن ما يصطلح على تسميته في تاريخ السياسة اللبنانية، بأنه يشبه التقاطعات التاريخية، التي منها على سبيل المثال لا الحصر، التقاطع المصري الأميركي، الذي أتى بفؤاد شهاب رئيساً، والتقاطع الإيراني الأميركي والعربي، الذي أتى بميشال سليمان رئيساً في مؤتمر الدوحة.
بناء على هذه الوقائع، لم يعد من الممكن أن يترجم الرئيس نبيه بري حواره المشروط، إلى طاولة حقيقية تجمع كل الأطراف، لأن الضغط الدولي والعربي، قد سبق خشبية الحوار وطاولته المثقوبة، للدخول مباشرة إلى الاستحقاق الرئاسي، من باب ملء الفراغ بالمرشح المناسب، وتشكيل الحكومة من دون تلكؤ، والبدء بخطة الإصلاح المرتكزة إلى مبادئ صندوق النقد الدولي، دون مراوغة أو تسويف أو تضييع للهدف الرئيسي.
هناك معادلة يتم تداولها بأن حزب الله، كان قادراً على تأمين الـ 65 صوتاً لسليمان فرنجية لكنه لم يفعل، ليس لأنه لا يريد فرنجية رئيساً، بل لأنه لا يريد انتخاب رئيس يكون عبئاً على نفسه وعليه، بسبب غياب الدعم العربي والدولي.
حزب الله بدأ يترجم هذه المعادلة إلى وقائع، ومن لا يرى ذلك، عليه تتبع ما سيحصل، بعد انتهاء التبني الحصري لترشيح فرنجية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | لبنان على موعد مع أشهر صعبة | ترامب اللبناني |