هل فعلاً لبنان أمام “رغيف غير مدعوم”… إليكم الحقيقة!

انتشرت أحاديث غير رسمية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن احتمال تسعير ربطة الخبز بمئة ألف ليرة لبنانية. وإذا ما تحوّل الكلام إلى حقيقة، فستكون هذه الكارثة ربما الأكثر خطورةً على الشعب اللبناني.

كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:

منذ الانهيار الكبير للدولة اللبنانية، أرخت الأزمة الاقتصادية بتداعياتها على جميع القطاعات، وبعد رفع الدعم عن العديد من المواد الأساسية والسلع، تفاقمت أزمة الخبز في لبنان، بالرغم من المحاولات المستمرة لـ “ترقيعها” ما بين رفع سعرها وخفض عدد الأرغفة. إلّا أن الأجواء حالياً تشي باقتراب كارثة إجتماعية جديدة، فقد انتشرت أحاديث غير رسمية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن احتمال تسعير ربطة الخبز بمئة ألف ليرة لبنانية.
وإذا ما تحوّل الكلام إلى حقيقة، فستكون هذه الكارثة ربما الأكثر خطورةً على الشعب اللبناني.
وكان قد تصدر العناوين الإخبارية منذ أيام كلام عن اتخاذ وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام القرار بتعليق جدول الطحين المدعوم، وبالتالي إذا لم يتم توقيع الجدول، فهذا يعني أن الأفران في لبنان بقيت من دون طحين أي “من دون خبز”.
ووسط هذه الأزمة المعقدة، تتكاثر التساؤلات عما إذا كنّا أمام أزمة خبز مرتقبة، وإذا كان “سيناريو” طوابير المواطنين أمام الأفران سيعود للعرض من جديد، أم أنّ كل تلك الأخبار مجرد إشاعات وتضليل للحقيقة وللواقع؟
ووسط تقاذف الاتهامات بين أصحاب الأفران ووزارة الاقتصاد وتهرّب معظم المسؤولين من مسؤولياتهم، يبقى المواطن اللبناني ضحية كل “الجرائم الحياتية” التي تغزو مجتمعه.
فوزارة الاقتصاد والتجارة كانت قد حدّدت في شهر نيسان سعر ربطة الخبز المتوسطة ٨٠٩ غراما بـ ٣٦٠٠٠ ليرة، وربطة الخبز الكبيرة ١٠٣٢ غراما بـ ٤٤٠٠٠ ليرة. وفي هذا الإطار، أفادت مصادر وزارة الاقتصاد والتجارة لـ “هنا لبنان” أن الكلام عن رفع تسعيرة ربطة الخبز إلى مئة ألف ليرة لبنانية غير صحيح، وغير وارد في الوقت الحالي. وكشفت المصادر نفسها أن الوزير سلام قد وقّع الجداول المطلوبة بموضوع الطحين المدعوم، مؤكدة أن الأمور تجري على ما يرام. وتوقعت المصادر بأن تكون هذه الإشاعات قد انتشرت بسبب غياب الوزير لمدة ثلاثة أسابيع بداعي السفر، لذلك تم التأخير في توقيع جدول الطحين المدعوم.
وفي الإطار نفسه، أكد نقيب أصحاب الأفران في الشمال طارق المير لموقع “هنا لبنان” أن الكلام عن رفع سعر ربطة الخبز إلى مئة ألف ليرة غير صحيح وعار عن الصحة، موضحاً أنّ موضوع الزراعة كان قد واجه عرقلة بسيطة حيث تم تأخير إصدار نتائج القمح، مشدداً على أن القمح موجود ومتوفر، ولا يزال مدعوماً من البنك الدولي. ولفت المير إلى أن وزير الاقتصاد قد وقّع على الجداول المطلوبة، وأصدر تسعيرة جديدة لربطة الـ ٨٠٠ غراما، بحيث أصبحت بـ ٤١ ألف ليرة لبنانية. وقال إن الكلام الذي صدر في هذا الموضوع غير صحيح، وهو كلام “سوشيال ميديا”. وختم المير أنه لا يوجد أزمة خبز، مؤكداً أنّ العلاقة بين نقابة الأفران ووزارة الاقتصاد جيدة، مضيفاً أنّ اللجنة الأمنية في وزارة الداخلية مشرفة على توزيع الطحين.

يبدو أن “الأيادي السوداء” تسعى لإشعال فتيلة النار ما بين أصحاب الأفران ووزير الاقتصاد، وترغب في رمي التهم والفتن… فمن يتحمل مسؤولية التلاعب بلقمة عيش الناس؟

مواضيع مماثلة للكاتب:

الصحة الإنجابية في خطرٍ كبير… لبنان كالصين: ولد واحد لكل عائلة!

القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات”

أحداث الجنوب تربك اللبنانيين.. إلغاء رحلات ورفع للأسعار!