جورج عبدالله: مناضل أو إرهابي؟
يعتبر جورج عبدالله نفسه “مقاتلاً وليس مجرماً”، وينظر إليه آل غيفارا الكرام كـ “مناضل” ويصنّفه القضاء الفرنسي كـ “إرهابي” أما الظلم اللاحق به وبالسيد إلييتش راميريز سانشيز (كارلوس) فيبقى أقل من الظلم اللاحق بذوي ضحايا نضالهما العابر للدول
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
كل سنة، بين آب وأيلول، يستذكر فريق من الممانعين اللبنانيين ومن ثوّار اليسار المعادين للإمبريالية، جورج ابراهيم عبد الله (72 عاماً)، أحد أقدم السجناء في فرنسا. ويعتبر حقوقيون مناصرون لـ “قضية” عبد الله أن استمرار احتجازه خرق للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، وذهب أحد المحامين إلى القول “أن جورج يعاقب على فعل ثوري أقدم عليه منذ نحو 40 عاماً”.
وجسّد عبدالله “الفعل الثوري “بضلوعه في اغتيال ديبلوماسيين، أميركي وإسرائيلي على أرض فرنسية، وبحيازة متفجرات، كما أنّ الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، التي أسسها عبدالله في العام 1980 بالإشتراك مع إخوته الأربعة وخمسة من أقربائه، تبنت خمس هجمات في 1981 و1982 في فرنسا سقط في أربع منها قتلى.
وربطت عبد الله اللبناني الأممي بكارلوس الفنزويلي الأممي علاقة طيبة، وجمعتهما مبادئ إنسانية واحدة ويعيشان اليوم على أرض واحدة؛ الثعلب ينفّذ ثلاث عقوبات مؤبدة في سجن فرنسي بعد اتهامه بأفعال ثورية (خطف وقتل وتفجير) صبّت كلّها في مصلحة القضية الفلسطينية التي يسطّر مجاهدو فصائلها ومقاتلوها ملاحم بطولية في عين الحلوة وعبدالله مثله… إلى أن يعود القضاء الفرنسي عن غيّه.
وضع العماد ميشال عون بعد تحوّله ممانعاً، كل ثقله وسعى لدى السلطات الفرنسية لتنفيذ لإطلاق سراح عبدالله. كما أولى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هذه القضية الإنسانية اهتماماً كبيراً وكثّف اللواء عباس ابراهيم اتصالاته مع الجانب الفرنسي من دون أن تؤدي اتصالاته إلى الخواتيم المرتجاة، حتى زياد الرحباني، طلب من السيدة فيروز، أن تحكي مع فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون بخصوص عبدالله، يوم زارها في الرابية في أيلول 2020 وقلّدها وساماً رفيعاً. ليت عون وميقاتي وابراهيم بذلوا بعض الجهد لتحرير المخفيين اللبنانيين قسراً في سجون سوريا الأسد أو أقله العمل لاسترجاع عظامهم.
يصوّب مناصرو عبدالله على القضاء الفرنسي الذي أخلّ بحكم إطلاق سراح عبدالله، وفي آخر قرار صدر في 5 تشرين الثاني 2015، رفضت محكمة الإستئناف تنفيذ الحكم بحجج قانونية ورأت أنّ عبد الله “لم يبدِ ندمه على الأفعال التي أدين بها” كما أنه لم يعوض ورثة الضحايا. ويذهب بعض الغلاة إلى أنّ إبقاء عبدالله قيد الإحتجاز ليس سوى تلبية للإملاءات الأميركية. في كل الأنظمة القضائية ثمة تباينات بين حكم البداية والإستئناف وبين الغرف الناظرة في تنفيذ الطرد من البلاد… لكن كل هذا الحراك الموجّه إلى القضاء المسيّس لا ينفي أساس الجرائم المثبتة على مؤسس “الفصائل الثورية” ابن بلدنا.
يعتبر جورج عبدالله نفسه، في ما أقدم عليه في ثمانينات القرن الماضي، “مقاتلاً وليس مجرماً” وينظر إليه آل غيفارا الكرام كـ “مناضل” ويصنّفه القضاء الفرنسي كـ “إرهابي” أما الظلم اللاحق به وبالسيد إلييتش راميريز سانشيز (كارلوس) فيبقى أقل من الظلم اللاحق بذوي ضحايا نضالهما العابر للدول
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |