بين تقنين المياه ورسم الـ 100 دولار.. المواطن ضحية!
على الرغم من أنّ لبنان غالباً ما يوصف بالبلد الغني بالمياه بسبب المناخ المتوسطي الذي يميزه بغزارة المتساقطات في فصل الشتاء، إلا أن الواقع العملي يظهر وجود عجز بالميزان المائي بسبب غياب الخطط والاستراتيجيات اللازمة
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
تعاني معظم المناطق اللبنانية من تقنين قاسٍ في المياه، خصوصاً تلك التي تتغذى من محطات الضخ الرئيسية العاملة على المولدات، وسط قرار مرتقب برفع تعرفة الاشتراك السنوي على السكّان إلى 100 دولار، في وقت تعمل “السيترنات” على تأمين المياه للمنازل بكميات وفيرة.
وعلى الرغم من أنّ لبنان غالباً ما يوصف بالبلد الغني بالمياه بسبب المناخ المتوسطي الذي يميزه بغزارة المتساقطات في فصل الشتاء، إلا أن الواقع العملي يظهر وجود عجز بالميزان المائي بسبب غياب الخطط والاستراتيجيات اللازمة، الأمر الذي عمّق أزمة المياه وزاد معاناة المواطن ورفع الطلب على مصادر بديلة عن “مياه الدولة”، حتى أصبح اللبناني بحاجة لميزانية خاصة لتلبية حاجته من الماء.
أبو فؤاد موظف في إحدى المحلات التجارية يروي لـ “هنا لبنان” معاناته في تأمين المياه لعائلته المؤلفة من 6 أشخاص، والتي اعتادت سياسة “التقنين” في استخدام الماء، كونه يشتري المياه أسبوعياً بكلفة مليوني ليرة أي ما يعادل 8 ملايين في الشهر بسبب انقطاع المياه وعدم وصولها إلى خزانه إلا في حالات نادرة.
فاتورة تأمين المياه من مصادر خاصة أرهقت الموظف وزادت هماً جديداً إلى همومه، فكيف لو أصبح الاشتراك السنوي 100 دولار وهو لا يستفيد من وصول المياه إلى منزله، وهنا يجزم أبو فؤاد قراره قائلاً: “لما يصير الحكي جدي سألغي العيار، هيك هيك مش عم تجي المياه وكمان بدي ادفع اشتراك؟”
فهل صحيح أن الرسم السنوي لاشتراك المياه سيصبح 100 دولار؟
يحسم مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران الموضوع مؤكداً في حديثه لـ “هنا لبنان” أنّ الاشتراك السنوي للمياه حُدّد بـ 100 دولار وفق موازنة المؤسسات مطلع العام الجاري، وحينها كان دولار السوق السوداء يوازي 40 ألف ليرة لبنانية، أما اليوم فأصبح سعر الصرف في السوق السوداء 90 ألف ليرة ما يعني أنّ الرسم أصبح 40 دولار تقريباً، في الوقت الحالي لن نزيد الرسوم كما يشاع وعندما نتخذ القرار سنصدر بياناً رسيماً”.
ويضيف: “على الرغم من الخطة التي تعتمدها مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان من خلال التقنين العادل بين مختلف المناطق اللبنانية إلا أنّ معظم اللبنانيين يعانون من نقص المياه وخصوصاً من منطقة الأشرفية وأحياء في العاصمة بيروت وذلك بسبب الانقطاع المتكرّر للكهرباء عن محطة الضبية التي تشكل المصدر الوحيد لتغذية المناطق المذكورة، والتي لا يمكن تشغيلها على المولدات بسبب حاجتها إلى التغذية بخط توتر متوسط، لافتاً إلى أنّ مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان يعمل باللحم الحي أيضاً إلا أن الإمكانيات المتواضعة لا تساعده على تخطي الأزمة”.
ويتابع: “إضافة إلى العطل الذي طرأ على إمدادات آبار المشرف الأمر الذي أثر سلبًا على توصيل المياه إلى منطقتي برج البراجنة وحي السلم في الضاحية الجنوبية لبيروت. وتسعى المؤسسة إلى تصليح العطل بمواردها الخاصة والضئيلة بعدما تبلغت من المنظمات المانحة عدم القدرة على تأمين المزيد من الدعم لتصليح الأعطال”.
ويلفت جبران إلى أن “لبنان اليوم في موسم الشح ما يزيد من مشكلة التقنين لكن المؤسسة تسعى وبكل جهد إلى إعادة التغذية بالمياه إلى العاصمة وأحيائها والمناطق الأخرى بأقصى سرعة ممكنة، سواء من خلال إجراء الاتصالات اللازمة لتأمين تغذية إضافية بالكهرباء على محطة الضبية أم من خلال العمل شبه المتواصل لتصليح العطل في آبار المشرف. ولكن المؤسسة تأمل في الوقت نفسه من المعنيين على المستويات كافة مواكبتها في هذا المجال وتأمين المطلوب لإعادة المياه إلى المشتركين في أقرب فرصة لأن هذه المسؤولية هي مسؤولية مشتركة في ظل ضآلة الموارد لا بل شبه غيابها”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |